في كارثة اقتصادية لم يشهد لها العالم مثيلاً، يواجه 80% من 30 مليون يمني خطر الموت جوعاً بعد أن كشف البنك الدولي عن انهيار كامل لآخر محاولات الإصلاح الحكومية. دولة بأكملها تموت اقتصادياً أمام صمت العالم، في مشهد يفوق أسوأ كوابيس الكساد الاقتصادي العالمي. كل يوم تأخير يعني موت المزيد من الأطفال جوعاً، والسؤال الآن: هل سيصبح اليمن أول دولة تختفي من الخريطة الاقتصادية في القرن الواحد والعشرين؟
كشف الصحفي الاقتصادي وفيق صالح عن تفاصيل صادمة من تقرير البنك الدولي الأخير، الذي يرسم صورة من الرعب المطلق: صفر صادرات نفطية بعد أن كانت تبلغ 7 مليار دولار سنوياً، وانكماش 75% في الناتج المحلي - رقم يفوق انهيار الاقتصاد اللبناني كاملاً. أم محمد من صنعاء، الموظفة الحكومية التي لم تتقاضَ راتباً منذ 3 سنوات، تروي مأساتها: "أبحث في القمامة عن طعام لأطفالي الخمسة، باع زوجي أثاث البيت كله ولم يعد لدينا شيء." الخبير الاقتصادي د. سامي يؤكد: "الاقتصاد اليمني في حالة موت سريري ويحتاج معجزة للعودة للحياة."
من دولة نفطية واعدة إلى أفقر بقعة على وجه الأرض خلال عقد واحد فقط - هكذا يصف الخبراء التدهور المروع للاقتصاد اليمني. الأسباب متشعبة ومدمرة: تعطل كامل للبنية التحتية النفطية، انهيار الريال اليمني بنسبة 400%، وتراجع المساعدات الدولية إلى أدنى مستوياتها. المقارنة مرعبة: الوضع أسوأ من أزمة الصومال في التسعينيات وأزمة لبنان الحالية مجتمعتين. د. أحمد الخبير الاقتصادي اليمني يحذر: "حتى لو توقف الصراع غداً، لن نرى أي تحسن قبل 10 سنوات على الأقل."
الحياة اليومية باتت كابوساً حقيقياً: مستشفيات بلا أدوية تشاهد الأطفال يموتون أمام أعين الأطباء العاجزين، مدارس مغلقة حولت جيلاً كاملاً إلى أميين، وكهرباء مقطوعة 20 ساعة يومياً في ظل حر يفوق 45 درجة. خالد التاجر اليمني الذي أغلق محله بعد 20 عاماً من العمل يقول بمرارة: "لا أحد يملك المال للشراء، الناس تبيع ذهب زوجاتها لتشتري الخبز." التوقعات المستقبلية أكثر إرعاباً: هجرة جماعية لـ 5 ملايين شخص، انتشار المجاعة في 75% من المحافظات، وارتفاع معدل وفيات الأطفال إلى مستويات قياسية عالمية.
بينما يغرق اليمن في أعماق الانهيار الاقتصادي، يقف العالم متفرجاً على موت دولة بأكملها أمام أعينه. مصفوفات الإصلاح الحكومية المتفق عليها مع البنك الدولي لم تكن سوى وهم كاذب في وجه كارثة حقيقية تحتاج تدخلاً دولياً عاجلاً وحاسماً. الفرصة الأخيرة للإنقاذ تتلاشى مع كل يوم يمر، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيصبح اليمن أول دولة تموت جوعاً في القرن الواحد والعشرين؟