الرئيسية / مال وأعمال / حصري: موجة غضب تجتاح عدن بسبب قفزة البيض الجنونية... مواطنون: لا نستطيع العيش!
حصري: موجة غضب تجتاح عدن بسبب قفزة البيض الجنونية... مواطنون: لا نستطيع العيش!

حصري: موجة غضب تجتاح عدن بسبب قفزة البيض الجنونية... مواطنون: لا نستطيع العيش!

نشر: verified icon مروان الظفاري 18 نوفمبر 2025 الساعة 03:20 مساءاً

في صدمة حقيقية هزت أسواق العاصمة عدن، سجل سعر طبق البيض قفزة جنونية وصلت إلى 6000 ريال خلال 48 ساعة فقط، بارتفاع نسبته 37% عما كان عليه قبل يومين. هذا الرقم المفزع يعني أن البيض أصبح أغلى من الذهب بالنسبة للأسر الفقيرة، وأن كل ساعة تمر دون تدخل حكومي تعني جوع المزيد من الأطفال في مدينة تعاني أصلاً من تدهور اقتصادي خانق.

في مشهد لم تشهده عدن منذ سنوات، اجتاحت موجة غضب حقيقية الأسواق عندما أعلن تجار الجملة رفع سعر البيض إلى 5300 ريال، ليصل للمستهلك بـ 6000 ريال. "هذا ليس ارتفاعاً طبيعياً، إنه نهب منظم" - هكذا صرخ أحمد الباعة، بائع التجزئة الذي رفض زيادة هامش ربحه رغم ارتفاع سعر الجملة دعماً لزبائنه. أم محمد، ربة بيت وأم لثلاثة أطفال، تروي مأساتها: "اعتدت شراء البيض كل يومين، والآن أصبحت أشتريه مرة واحدة أسبوعياً، وأطفالي يسألونني لماذا اختفى البيض من مائدة الإفطار."

هذا الارتفاع الصاعق لم يأت من فراغ، بل هو حلقة جديدة في سلسلة من الارتفاعات المتتالية للسلع الأساسية منذ بداية العام. موردو البيض برروا هذه الكارثة بانخفاض الإنتاج بسبب موجة البرد، وهي مبررات - بحسب الباعة - تتكرر كل عام دون وجود رقابة حكومية فعّالة. المفارقة المؤلمة أن 6000 ريال للطبق الواحد تساوي ثمن 200 رغيف خبز، وهو ما يعادل راتب موظف حكومي لمدة أسبوعين في بعض المناطق.

التأثير الكارثي لهذا الارتفاع يتجاوز الأرقام إلى قلب الحياة اليومية لمليوني مواطن في عدن. سالم المواطن، والد لخمسة أطفال، شاهد اليوم طوابير الغضب أمام محلات البيض وسمع أصوات الجدال بين المشترين والباعة تملأ الأسواق. د. ياسر الاقتصادي حذر من تحول البيض إلى سلعة كمالية، مؤكداً أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى انتشار سوء التغذية بين الأطفال وتفاقم الأزمة الاجتماعية. العائلات الآن تواجه خياراً مؤلماً: إما شراء البيض والتخلي عن سلع أساسية أخرى، أو حرمان الأطفال من البروتين الضروري لنموهم.

الأزمة الحقيقية ليست في ارتفاع الأسعار فحسب، بل في الصمت الحكومي المطبق وغياب أي خطة لمواجهة هذا النهب المنظم. المطالبات تتصاعد بضرورة التدخل الفوري وتشكيل لجان رقابة شعبية ودعم الإنتاج المحلي قبل أن تنهار بقية السلع الأساسية. السؤال الذي يؤرق كل بيت في عدن اليوم: إذا لم تتحرك الحكومة لوقف هذا الجنون اليوم، فماذا ستكون أسعار الخبز والأرز والسكر غداً؟

شارك الخبر