الرئيسية / كتابات وآراء / كيف تسرق جهود منظمتين في خطوة واحدة .. الأجابة لدى رقية عبد الله الغولي وغدير طيره

كيف تسرق جهود منظمتين في خطوة واحدة .. الأجابة لدى رقية عبد الله الغولي وغدير طيره

ايمن عبدالباسط
الجمعة , 18 أبريل 2025 الساعة 12:07 صباحا

قبل أن نبدأ رحلتنا الساخرة في متاهة العمل المناخي الشبابي (الذي يبدو في الظاهر نبيلاً وأخضر اللون كالشعارات التي يحبها الجميع)، دعونا نُقرّ أولًا أننا نعيش في عصر تتزايد فيه فرص سرقة جهود الغير بشكل مريح وبدون ضمير. إنها فرصة ذهبية لعشاق الـ"برستيج" والشهرة السريعة. هذا العصر تحديدًا، الذي تتسابق فيه منظمات الأمم المتحدة لإعطاء تصريحات اعتمادٍ رسميٍّ لجهات شبابية مجهولة – ومتطوعين مجهولين أكثر – يبدو أنه أصبح مكاناً رائعاً للتسلق، ولا تقلقوا، كل ما تحتاجونه هو صفحة فيسبوك وعرض تقديمي جاهز مسروق من آخرين.

أولًا: اصنع ثقبًا في ذاكرة الآخرين
أتعلمون كيف يمكنكم سرقة جهود منظمة كبيرة ومنظمة أصغر في خطوة واحدة؟ الحل بسيط، ويمكن تلخيصه باسمين أنثويين لامعين في عالم الخداع المناخي: السيدة رقية عبد الله الغولي والسيدة غدير طيره.

الخطوة الأولى لتصبح لص جهود محترفًا (وبثقة الأمم المتحدة)، هي ببساطة أن تنتظر شخصًا مثل مدير منظمة حلول للتنمية المستدامة – الذي يمر بظرف عائلي طارئ أو صحي أو حتى ظرف قدري كوفاة والدته (نعم، فقد الموت والمرض قد أصبحا مادة مثالية لإخفاء الحقائق). عندما يحدث ذلك، عليك فورًا أن تتظاهر بأن هذه المنظمة التي تعاني من ظرف مأساوي لم تعد شريكةً أصلًا! إنها طريقة سهلة وفعالة جدًا.

ثانيًا: هل سمعتم من قبل عن "الختم والتوقيع"؟
هنا يأتي دور الورق والختم والتوقيع (فالثلاثة أشياء هذه تُمثّل في بلد مثل اليمن ضمانًا كافيًا وشرعيةً لا شك فيها). ببساطة: احصل على ختم المنظمة، وقم بتوقيع كل الاتفاقيات نيابةً عنها، واجمع الأموال من الشركاء والرعاة، ثم عيّن شخصًا مثل غدير طيره لتُدير صفحات التواصل، وأنت جالس تشاهد (وتحسب الأموال وتستمتع ببناء تاريخ مزيف في العمل المناخي). في نهاية المطاف، ستجد نفسك تقيم مؤتمرًا شبابيًا ناجحًا، مع ابتسامات متألقة و250 شابًا يصفقون بحماس دون أن يعلموا أنك تبتسم ابتسامة السارق الفخور!

ثالثًا: دروس مستفادة في "النصب المناخي"
انتهى المؤتمر؟ ممتاز، الآن نأتي للجزء المثير: سرقة المنصة الرقمية وحسابات التواصل الاجتماعي. بإمكانك ببساطة أن تغيّر كلمات المرور، وتُزيح منسّق المؤتمر (الذي ربما يكون متطوعًا بريئًا يثق بك إلى حد السذاجة)، ثم ترفض كل المحاولات القانونية أو الأخلاقية لإعادة ما ليس ملكًا لك. وعندما يُطالَب منك تسليم الأصول، ارفض بثقة، ثمّ انشئ صفحة فيسبوك جديدة تمامًا باسم عصري ولامع مثل "Women Impact"، وقدّم مقترح المؤتمر المسروق من منظمة أخرى، واحصل على موافقة من لجنة تابعة للأمم المتحدة (نعم، اللجنة التي تشارك بها السيدة رقية شخصياً). تبدو القصة سوريالية، لكنها حقيقية، وتحدث تحت شمس المناخ الحارقة.

رابعًا: كيف تحصل على تصريح أممي رغم أنك مرهق (أو ربما مخادع)
يبدو أن الأمم المتحدة تحب جدًا إعطاء تصاريح لمراهقين ومتطوعين مجهولين (وربما مرهقين أو سارقين)، لأن لديها إيمانًا رومانسيًا بفكرة الشباب التي تبدو رائعة في منشوراتها الدعائية. فقط كل ما عليك هو الظهور بمظهر جذاب على "فيسبوك" مع صفحات باسم "نساء مؤثرات" (Women Impact) أو أي اسم مشابه، ثم ستجد نفسك في واجهة التصريحات الأممية، وستكون مهمتك سهلة جدًا: اسرق مجهودات الآخرين، وضعها في قالب جديد، وادعُ أنك أنجزت كل شيء بنفسك.

خامسًا: بيان التوضيح .. (أو فن الصراخ دون جدوى)
الآن، بعد سرقتك للجهود، ستجد أن منظمتي "مجلس الشباب العالمي – اليمن" و"مؤسسة حلول للتنمية المستدامة" يصدران بيانًا مفصلًا يُعدُّ من الأدلة القوية على سرقتك، ويتضمّن كل التفاصيل التي تؤكد ما فعلته من سرقة الأصول الرقمية والأموال والمقترح الرسمي. لكن لا تقلق، فما يقال في البيانات الرسمية لا يقرأه سوى الضحايا، أمّا جمهور الفيسبوك فهو مشغول جدًا بمتابعة إنجازاتك المزيفة.

سادسًا: الصعود والتسلق (دون خجل)
في النهاية، قد يسأل بعض القراء الفضوليين: لماذا؟ لماذا كل هذا الجهد المضني في السرقة والخداع؟ الإجابة بسيطة وتكمن في رغبة قديمة ومتجددة في الظهور وتحقيق الشهرة والـ"برستيج" دون بذل أي مجهود حقيقي. فقط انسخ، الصق، ابتسم للكاميرات، وسارع بالحصول على موافقة الأمم المتحدة المفرطة في حُسن النية والسذاجة.

ختاماً: رسالة (غير) أخلاقية
هكذا، أيها القراء الكرام، يمكنكم – بفضل خبرة السيدة رقية الغولي وغدير طيره – أن تسرقوا جهود منظمات كاملة في خطوة واحدة فقط. لا حاجة لأخلاق، لا حاجة للشفافية، ولا حاجة لقانون أو نزاهة. فقط صفحة فيسبوك جيدة، قُدرَة عالية على الكذب، وتواطؤ خفي مع جهات دولية ساذجة أو فاسدة.
هل الأمر محبط؟ أجل، لكنه – للأسف – واقعنا المضحك المبكي في هذا العصر المناخي العجيب