1083 ريال يمني - هذا ما يخسره المواطن اليمني عند تحويل دولار واحد فقط من صنعاء إلى عدن في مشهد يخلف الدهشة والصدمة، حيث أصبحت قيمة الدولار تتراوح بين 1629 في عدن و536 في صنعاء! مثل هذا التباين الجنوني يضع الاقتصاد اليمني أمام أزمة حقيقية.
كشفت تقارير صباح اليوم عن انهيار نقدي مروع يقسم اليمن إلى دولتين اقتصاديتين منفصلتين، حيث إن الفارق بين سعر الصرف في عدن وصنعاء يبلغ 203%، مما يعني خسارة 1083 ريال لكل دولار يتم تداوله. "نعيش أزمة نقدية غير مسبوقة، والمواطن البسيط يدفع الثمن"، يروي أحد الصرافين في عدن، وسط مشاهد من الإحباط والقلق.
الانقسام في البنك المركزي منذ عام 2016 وسيطرة الحوثيين على فرعه في صنعاء إلى جانب الحصار الاقتصادي، أجج هذا الوضع المأساوي. تُعرف مثل هذه الأزمات في التاريخ بأزمات العملة، كالأزمات التي واجهتها زيمبابوي أو التضخم المروع في ألمانيا في أوائل القرن العشرين.
التحديات اليومية التي تواجهها الأسر اليمنية تجسدها صعوبة شراء الضروريات وصعوبة الوصول إلى التعليم والعلاج. ويرجح خبراء أن يؤدي استمرار هذا الوضع إلى هجرة جماعية وانهيار المشاريع الصغيرة. وسط ذلك، يُنصح بتوخي الحذر من المضاربة وحماية المدخرات من التضخم.
الفجوة النقدية تُلقي بظلالها على اليمن، مما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً وتقنيات إنقاذ اقتصادي لتقليص هذا الفارق. وفي الوقت الذي يظل فيه المستقبل غامضاً، يبقى السؤال المحوري: كم من الوقت يمكن لشعب أن يصمد أمام انهيار عملته الوطنية؟