في تطور صادم يشد الانتباه، أكد تقرير حديث للبنك الدولي أن 30 مليون يمني يعيشون في ظل انهيار اقتصادي قد يكون الأسوأ منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية. البنك الدولي يحذر: "اليمن في طريقه للتحول إلى أفقر دولة في الشرق الأوسط خلال تسع سنوات فقط". إننا أمام وضع كارثي يتطلب تصرفًا عاجلاً في خضم انهيار كامل ينهال بسرعة جنونية.

كشف البنك الدولي النقاب عن تقرير يوضح الحقيقة المروعة: الاقتصاد اليمني في سقوط حر. حيث تواجه اليمن صفر صادرات نفطية، وارتفاعاً مذهلًا في سعر الدولار بنسبة 400%، بينما 80% من السكان بأمس الحاجة للمساعدة. يقول وفيق صالح، الصحفي الاقتصادي: "مصفوفات الإصلاح الحكومية لا تملك تأثيراً فعلياً في تحسين النشاط الاقتصادي". يواجه ملايين اليمنيين كابوس البحث عن لقمة العيش وسط عملة فقدت قيمتها.

كانت اليمن تعتمد على تصدير 400 ألف برميل من النفط يومياً، واليوم عاجزة عن تشغيل مولد كهربائي. في ضوء حرب مدمرة وتعطل كامل لقطاع النفط، يُعاد تكرار مشهد انهيار فنزويلا ولبنان، ولكن بوطأة أشد. يحذر الخبراء من "تسونامي اقتصادي" يهدد بامتداده إلى بقية المنطقة.

حياة المواطن اليوم في اليمن تشهد تراجعًا مريعًا؛ إذ يعادل راتب الموظف اليومي 50 دولاراً بعدما كان 500 دولار. بينما يتوقع المحللون موجة هجرة جماعية وانهيار الطبقة الوسطى، فإن الأزمة تتيح فرصة ذهبية للجريئين للاستثمار طويل المدى وسط تحذيرات عاجلة للمستثمرين من تداعيات الوضع الراهن.

البنك الدولي لا يكذب: الوضع كارثي والحلول السريعة بعيدة عن الأفق. إن التساؤل اليوم ليس متى سيتحسن الوضع، بل كم من الوقت قبل الانهيار الكامل؟ الوقت الآن هو المثالي لاتخاذ قرارات حاسمة لحماية المدخرات. فهل ستصبح اليمن عبرة للعالم أم أن هناك من سيتدخل قبل فوات الأوان؟