في صدمة اقتصادية لم يشهد لها التاريخ اليمني مثيلاً، كشف البنك الدولي عن حقيقة مرعبة: 81% نقص في التمويل الإنساني لليمن - أدنى مستوى منذ عقد كامل، بينما 30 مليون يمني يقفون على بُعد خطوات من مجاعة جماعية والعالم يلتزم الصمت المطبق. الأرقام الكارثية تصرخ بوضوح: الدولار الواحد يحتاج إلى 2905 ريال - رقم لم يحدث في التاريخ، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 26% خلال ستة أشهر فقط يعني شيئاً واحداً فقط: كارثة حقيقية قادمة لا محالة.
التفاصيل المروعة التي كشفها تقرير "المرصد الاقتصادي لليمن" تؤكد أن الناتج المحلي سينخفض بنسبة 1.5% في عام 2025، في تراجع حاد ينذر بانهيار اقتصادي كامل. "الإصلاحات النقدية وحدها لا تكفي، وما زالت هناك مشاكل سيولة فضلاً عن ضعف واردات العملة الأجنبية"، يحذر د. عيسى أبو حليقه، الخبير الاقتصادي ومستشار التنمية. أم محمد، الموظفة الحكومية من عدن، تجسد المأساة الحقيقية: لم تتلق راتبها منذ 4 أشهر، وتحاول إطعام أطفالها الثلاثة بـ 50 ريالاً يومياً بينما أسعار كيس الأرز ارتفع من 8000 إلى 20000 ريال.
الأسباب وراء هذا الانهيار المدوي تكشف حقائق صادمة: ثلاث سنوات كاملة من حصار النفط دمرت المورد الرئيسي للدولة، بينما الضربات الجوية على موانئ شبوة وحضرموت الاستراتيجية حولت اليمن إلى اقتصاد معزول كلياً. "أمر طبيعي في ظل فقدان المورد الرئيسي للموازنة العامة للدولة"، يوضح د. محمد علي قحطان من جامعة تعز، مضيفاً أن هذا الانهيار أسوأ من أزمة 1929 الاقتصادية العالمية، لكن هذه المرة في بلد واحد محاصر. إيرادات الحكومة تراجعت بنسبة 30%، والعملة انهارت من 1676 إلى 2905 ريال للدولار بسرعة الهاوية.
التأثير المباشر على حياة اليمنيين يرسم صورة قاتمة لا تُحتمل: الموظفون الحكوميون بلا رواتب منذ شهور، والأسر تواجه خيارات مستحيلة بين الطعام والدواء، بينما الخدمات العامة تنهار واحدة تلو الأخرى. البنوك تنتقل من صنعاء إلى عدن هرباً من العقوبات، والقطاع المصرفي يواجه أزمة سيولة خانقة. علي التاجر من عدن يصف المشهد بمرارة: "الاقتصاد اليمني مثل مريض في العناية المركزة، والنفط هو الأوكسجين المقطوع عنه". المساعدات الدولية في أدنى مستوياتها - 19% فقط من 2.5 مليار دولار مطلوبة، رقم يعادل ثمن يختين فاخرتين بينما 30 مليون إنسان يموتون جوعاً.
رغم برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي تنفذه الحكومة المعترف بها دولياً، تبقى الحقيقة الصادمة أن عام 2025 قد يشهد أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ اليمني الحديث. النتائج على الأرض واضحة: اقتصاد منهار، شعب يتضور جوعاً، وعالم يلتزم الصمت المطبق أمام معاناة لا توصف. العالم مطالب بالتحرك فوراً لإنقاذ 30 مليون إنسان من مصير محتوم، والسؤال الجوهري يطرح نفسه بقوة: هل سيصحو العالم قبل أن يصبح الأوان متأخراً جداً؟