الرئيسية / مال وأعمال / أسعار صرف اليوم: الدولار 1629 ريال في عدن مقابل 536 في صنعاء - فجوة تصل 200%!
أسعار صرف اليوم: الدولار 1629 ريال في عدن مقابل 536 في صنعاء - فجوة تصل 200%!

أسعار صرف اليوم: الدولار 1629 ريال في عدن مقابل 536 في صنعاء - فجوة تصل 200%!

نشر: verified icon مروان الظفاري 18 نوفمبر 2025 الساعة 12:20 مساءاً

في مشهد اقتصادي يفوق الخيال، يمكن لليمني اليوم شراء 3 دولارات في صنعاء بنفس المبلغ الذي يشتري به دولاراً واحداً فقط في عدن! الرقم صادم: 1,083 ريال - هذا هو الفرق المروع في سعر الدولار الواحد بين شمال وجنوب اليمن، في انقسام اقتصادي يهدد بتمزيق البلاد إلى دولتين منفصلتين مالياً. كل دقيقة تأخير في فهم هذا الواقع الجهنمي تعني خسائر مالية فادحة قد تدمر مدخرات حياة كاملة.

أحمد المهاجر، مواطن يمني يعيش في عدن، يصف معاناته بحسرة: "أحتاج لتحويل راتبي لأقاربي في صنعاء، لكنني أفقد ثلثي قيمة أموالي بسبب فرق الأسعار المجنون." هذا المشهد المؤلم يتكرر يومياً مع آلاف اليمنيين المحاصرين بين اقتصادين متضادين في بلد واحد. البنك المركزي في عدن يواصل جهوده المحمومة لضبط المضاربات، لكن الأرقام تصرخ بحجم الكارثة: الدولار 1629 ريال في عدن مقابل 536 فقط في صنعاء - فجوة تصل إلى 203% تحطم كل المفاهيم الاقتصادية المعروفة.

الصراع المستمر منذ 2014 مزّق اليمن إلى أشلاء اقتصادية، مع ظهور بنكين مركزيين متحاربين يطبقان سياسات متضاربة تماماً. الريال اليمني الذي كان يساوي 250 مقابل الدولار انهار ليصل إلى أكثر من 1600 في بعض المناطق - انهيار يفوق أسوأ الكوابيس الاقتصادية في التاريخ الحديث. د. فاطمة الاقتصادي، خبيرة النقد اليمنية تحذر بصراحة مخيفة: "هذه الفجوة تعني أننا أمام دولتين اقتصادياً منفصلتين تماماً، والوضع يزداد سوءاً كل يوم."

سارة ربة البيت تلخص معاناة ملايين اليمنيين: "لم أعد أفهم كيف أحسب قيمة النقود، كل منطقة لها سعر مختلف وأحتار في شراء احتياجاتي الأساسية." المواطنون يقفون في طوابير محتارة أمام محلات الصرافة، والتجار توقفوا عن التعامل بين المناطق المختلفة خوفاً من الخسائر الفادحة. حتى الريال السعودي لم ينجُ من الجنون، بفجوة تصل إلى 285 ريال بين المحافظات - مبلغ يكفي لشراء احتياجات أسرة ليوم كامل. الخبراء يتوقعون مزيداً من التدهور مع احتمالية انهيار كامل للنظام النقدي الموحد.

بينما يصارع اليمنيون لفهم قيمة نقودهم الحقيقية، يبرز سؤال مصيري يؤرق الجميع: هل سيشهد اليمن ولادة عملتين منفصلتين نهائياً، أم أن معجزة الوحدة الاقتصادية ستنقذ البلاد من هذا الانقسام المدمر؟ الوقت ينفد سريعاً، والفجوة تتسع كل يوم، في حين يراقب العالم بقلق مصير اقتصاد بلد كامل ينهار أمام أعين أبنائه العاجزين.

اخر تحديث: 18 نوفمبر 2025 الساعة 01:40 مساءاً
شارك الخبر