في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، فقد المواطن العادي في عدن 15% من قيمة مدخراته خلال 24 ساعة فقط، في انهيار جديد ومدمر للريال اليمني وصل لمستويات تاريخية لم تشهدها البلاد من قبل. الحقيقة المذهلة والمؤلمة: ما كان يشتري أسرة من 5 أفراد طعاماً لأسبوع كامل، لا يكفي الآن ليوم واحد. الخبراء يحذرون: كل دقيقة تأخير في اتخاذ إجراءات حماية المدخرات تعني خسارة أموال أكثر في هذه الكارثة الاقتصادية الخانقة.
شهدت أسواق الصرف في العاصمة المؤقتة عدن ارتفاعاً حاداً ومخيفاً في أسعار العملات الأجنبية، حيث حلق الدولار عالياً مسجلاً مستويات قياسية جديدة مقابل الريال المنهار. "هذا الارتفاع كارثي ومدمر للاقتصاد المحلي"، يقول الدكتور محمد الصبري، الخبير الاقتصادي، محذراً من انهيار اقتصادي شامل. أحمد المحضار، الموظف الحكومي من عدن، يروي مأساته بصوت مرتجف: "راتبي الشهري لا يكفي لشراء احتياجات أسبوع واحد بعد هذا الانهيار المدمر". آلاف المواطنين يواجهون اليوم صعوبة حقيقية في شراء أبسط الضروريات.
تأتي هذه الزيادة الصادمة ضمن سلسلة انهيارات مستمرة دمرت القوة الشرائية للمواطن اليمني بنسبة تتجاوز 75% منذ بداية الأزمة. عدم الاستقرار السياسي المستمر ونقص العملة الصعبة يقفان وراء هذا التدهور المخيف، في مشهد يذكر بانهيارات 2018 و2020 التي دمرت ما تبقى من الاقتصاد اليمني. الريال اليمني يذوب كما يذوب الثلج في صحراء الجوف، والخبراء يحذرون من تفاقم الوضع أكثر دون تدخل حكومي عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
في الشوارع الضيقة لعدن، ترتفع أسعار الطعام والدواء والوقود بشكل جنوني ويومي، مما يخلق أزمة معيشية خانقة تهدد 80% من الشعب اليمني. فاطمة عبدالله، ربة المنزل الأربعينية، تقف أمام محل البقالة بعيون دامعة: "أصبحت أخاف من الذهاب للسوق، الأسعار ترتفع كل ساعة وليس كل يوم". طوابير طويلة تمتد أمام محلات الصرافة، ووجوه يائسة تبحث عن حلول لحماية ما تبقى من مدخراتها. النتائج المتوقعة مرعبة: مزيد من التدهور المعيشي والاجتماعي، وربما احتجاجات شعبية قادمة إذا لم تتحرك الحكومة بسرعة.
ارتفاع جديد يضرب الريال اليمني في مقتل، والوضع قد يزداد سوءاً في الأيام القادمة دون تدخل فوري وحاسم من الجهات المختصة. على المواطنين اتخاذ خطوات عاجلة لحماية أنفسهم اقتصادياً، سواء بتحويل مدخراتهم للعملات الأجنبية أو شراء الذهب والعقارات. السؤال المصيري الذي يطرح نفسه بقوة: إلى متى سيصمد الشعب اليمني أمام هذا الانهيار المدمر الذي لا يبدو له نهاية في الأفق؟