في تطور صادم هز الأوساط الاقتصادية اليمنية والعربية، فقد الريال اليمني 205% من قيمته بمجرد عبور الحدود من صنعاء إلى عدن خلال 24 ساعة واحدة. هذه الفجوة الجنونية التي تبلغ 1100 ريال في سعر الدولار الواحد تضع اليمن على خريطة الكوارث النقدية العالمية، حيث المبلغ الذي يشتري به مواطن صنعاء عشاء فاخراً، لا يكفي لشراء رغيف خبز واحد في عدن. الخبراء يحذرون: كل دقيقة تأخير في حماية مدخراتك قد تكلفك ثروة كاملة.
الأرقام تتحدث بوضوح صاعق عن كارثة اقتصادية لم يشهدها التاريخ الحديث. بينما يباع الدولار الواحد في صنعاء بـ535 ريالاً، يصل سعره في عدن إلى 1632 ريالاً، مسجلاً فجوة تاريخية قدرها 1100 ريال. أحمد الصنعاني، موظف براتب 100 دولار شهرياً، يروي مأساته: "راتبي يساوي 53,500 ريال في صنعاء، لكن لو انتقلت للعمل في عدن بنفس الراتب لحصلت على 163,200 ريال. كيف لعملة واحدة أن تكون لها قيمتان مختلفتان في بلد واحد؟" هذا الانقسام النقدي المدمر يضع ملايين اليمنيين محاصرين بين فكي كماشة اقتصادية قاتلة.
الجذور العميقة لهذه الكارثة تمتد إلى 11 عاماً من الحرب المدمرة التي قسمت البلاد إلى كيانين نقديين منفصلين تماماً. انقسام البنك المركزي اليمني بين صنعاء وعدن، إضافة إلى نقص حاد في العملة الصعبة وضعف السلطات الحكومية، خلق فوضى نقدية تذكرنا بانهيار المارك الألماني في عشرينيات القرن الماضي، لكن بوتيرة أبطأ وأشد إيلاماً. د. ياسر الاقتصادي، المحلل الاقتصادي المختص بالشؤون اليمنية، يؤكد: "هذه الفجوة تعكس انهياراً نقدياً لم تشهده دولة في التاريخ الحديث. الأسوأ لم يأت بعد، قد نشهد انهياراً كاملاً للريال اليمني خلال العام القادم".
على أرض الواقع، أصبح شراء الحليب للأطفال معادلة رياضية معقدة تتطلب حاسبة. فاطمة العدنية، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال، تصف معاناتها اليومية: "أصبحت أحسب كل ريال قبل شراء الخبز، العيش بات مستحيلاً. أطفالي يسألونني لماذا نشتري أقل من الأمس بنفس المبلغ؟" هذا الانهيار يهدد بـهجرة جماعية لرؤوس الأموال وإفقار طبقات واسعة من المجتمع، بينما استطاع محمد التاجر الذكي مضاعفة أمواله ثلاث مرات من خلال استغلال فروقات الأسعار بين المدينتين. الخبراء ينصحون الآن بالاستثمار في الذهب والعملات المستقرة، محذرين من الاحتفاظ بالريال اليمني كأوراق لا قيمة لها.
فجوة 205% تهدد اليوم بتدمير ما تبقى من الاقتصاد اليمني، والمؤشرات تشير إلى أن عام 2026 قد يشهد نهاية الريال اليمني كعملة موحدة للأبد. احم مدخراتك الآن قبل فوات الأوان، استثمر في الذهب والعملات المستقرة قبل أن تصبح الأوراق النقدية في محفظتك مجرد ذكريات مؤلمة. هل سيصبح الريال اليمني مجرد ذكرى تاريخية؟ الإجابة في يدي السياسيين... ومحافظ البشر في خطر!