الرئيسية / محليات / صادم: اليمنيون يعيشون بالشموع والحكومة تحارب الكهرباء التجارية - الشموع أكثر من الماء مبيعاً!
صادم: اليمنيون يعيشون بالشموع والحكومة تحارب الكهرباء التجارية - الشموع أكثر من الماء مبيعاً!

صادم: اليمنيون يعيشون بالشموع والحكومة تحارب الكهرباء التجارية - الشموع أكثر من الماء مبيعاً!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 16 نوفمبر 2025 الساعة 03:35 صباحاً

في مشهد يحبس الأنفاس ويصدم الضمير، يقضي ملايين اليمنيين 83% من يومهم في ظلام دامس، بينما تتصدر الشموع قائمة المبيعات كثاني أكثر السلع رواجاً بعد الماء في أسواق عدن! هذا ليس مشهداً من القرون الوسطى، بل واقع مؤلم يعيشه 30 مليون يمني في عام 2025، حيث تحولت العاصمة المؤقتة إلى مدينة أشباح تضيئها الشموع وسط صراع محتدم بين الحكومة والشركات التجارية على آخر بقايا الكهرباء.

الأرقام المروعة تحكي قصة مأساة حقيقية: 10 ساعات انقطاع مقابل ساعتين فقط من الكهرباء، بينما يضطر المواطن ياسر إبراهيم لدفع 3000 ريال لكشاف واحد يضيء ظلام منزله. "لم أعد أعرف الفرق بين الليل والنهار، فكلاهما أصبح ظلاماً"، يقول ياسر بصوت متعب وهو يشعل كشافه الوحيد. في المقابل، تنتشر بطاريات الليثيوم بسعر 1000 دولار للبطارية الواحدة - مبلغ يعادل راتب موظف حكومي لستة أشهر كاملة، بينما تحارب وزارة الكهرباء الشركات التجارية التي تفرض 500-1000 ريال سعودي لتأجير الكهرباء بعقود وصفتها بـ"المجحفة وغير القانونية".

المأساة الحقيقية بدأت مع انهيار المحطة الغازية الرئيسية التي كانت تغذي العاصمة وعشرات المدن اليمنية، واقتصار عملها على مأرب والجوف فقط بفعل الصراع المدمر. صنعاء سبقت عدن بسنوات في هذا المصير المظلم، حيث اعتاد سكانها على الحياة بالشموع منذ زمن بعيد. المحلل الاقتصادي عبدالرحمن أنيس يوضح أن "البنية التحتية للكهرباء انهارت بالكامل، والحلول المؤقتة أصبحت هي الواقع الدائم". وبينما تحاول شركات تجارية صغيرة ملء الفراغ بمحطات محدودة القدرة، ترفض الوزارة هذه المبادرات وتصفها بـ"العمل الباطل واللاغي"، تاركة المواطنين في حيرة بين الظلام الحكومي والاستغلال التجاري.

الحياة اليومية تغيرت جذرياً في شوارع عدن الغارقة في العتمة. حامد ياسين، عامل في أحد المقاهي الشعبية بالشيخ عثمان، يروي مشهداً مؤثراً: "زبائننا يجلسون الآن على ضوء الشموع ويتحدثون بصوت خافت، وكأنهم في جنازة دائمة". المناطق الراقية مثل خور مكسر تعتمد على منظومات الطاقة الشمسية الباهظة، بينما يكافح سكان المناطق الشعبية بالشموع والكشافات. أصحاب المتاجر يؤكدون أن مبيعات الشموع تضاعفت 400% خلال الأشهر الماضية، محتلة المرتبة الثانية بعد المياه المعبأة. أم أحمد، ربة منزل من الشيخ عثمان، تحكي معاناتها: "أطبخ على ضوء الشمعة، وأساعد أطفالي في واجباتهم على ضوء كشاف، نحن نعيش مثل أجدادنا قبل مئة عام".

مع استمرار هذه الأزمة الخانقة، يقف اليمنيون أمام مفترق طرق صعب بين قبول واقع العيش في القرون الوسطى أو المخاطرة بعقود تجارية مجحفة قد تستنزف مدخراتهم الضئيلة. الخبراء يحذرون من كارثة إنسانية أوسع، بينما تنمو سوق الطاقة البديلة وسط معاناة شعب كامل. السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل سيبقى 30 مليون يمني رهائن للظلام، أم أن صرخة الاستغاثة هذه ستوقظ العالم لإنقاذ شعب يضيء ظلامه بالشموع في عصر الذكاء الاصطناعي؟

اخر تحديث: 16 نوفمبر 2025 الساعة 04:05 صباحاً
شارك الخبر