1098 ريالاً يمنياً - هذا ما يخسره المواطن اليمني عند تحويل دولار واحد من عدن إلى صنعاء! في نفس البلد، وفي نفس اليوم، الدولار الواحد يساوي ثمن ثلاث وجبات في مدينة ووجبة واحدة في مدينة أخرى! مع كل ثانية تمر، يفقد اليمنيون المزيد من مدخراتهم بسبب هذا التفاوت المجنون.
فجوة سعرية تاريخية بين عدن وصنعاء تتجاوز 200% لأول مرة في التاريخ اليمني الحديث. كل 100 دولار في عدن تحتاج إلى 161,800 ريال بينما نفس المبلغ في صنعاء يحتاج فقط 53,300 ريال - الفارق يكفي لشراء مولد كهربائي صغير. "هذا ليس اقتصاداً، هذا انتحار جماعي"، يقول خبير اقتصادي. المواطنون يعيشون في دولتين مختلفتين اقتصادياً، والعائلات تتصارع لإرسال الأموال، والتجار يعلنون إفلاسهم.
بداية الانقسام كانت مع الحرب عام 2014، حيث بدأ التدهور التدريجي للوحدة النقدية. من الانقسام السياسي إلى تعدد السلطات النقدية ونقص العملة الصعبة، كل ذلك يفاقم التحديات اليومية. في مشهد مشابه لأزمة لبنان 2019 ولكن أسرع وأعنف، الخبراء يحذرون من انهيار اقتصادي كامل خلال 3 أشهر إذا استمر الوضع القائم.
الطبيب في عدن راتبه يعادل راتب عامل نظافة في صنعاء، والتأثير يمتد بالتأكيد إلى الحياة اليومية للمواطن اليمني. يتوقع الخبراء موجة نزوح داخلي، إغلاق محلات، وارتفاع جرائم السرقة بسبب الأزمة. بينما تحذر السلطات من تخزين النقد، البعض يرى فرصًا للاستثمار في الذهب. الحكومة تلوم الحوثيين، والحوثيون يلومون الحصار، لكن المواطن العادي يلوم الجميع.
انقسام اقتصادي تاريخي يهدد بتدمير ما تبقى من الوحدة اليمنية، وإما الاتجاه نحو الوحدة النقدية أو التقسيم الاقتصادي الدائم. الدعوة موجهة الآن للمجتمع الدولي للتحرك العاجل لمنع الكارثة القادمة. هل سيصحو اليمنيون غداً على بلد واحد.. أم على دولتين مختلفتين تماماً؟