الرئيسية / محليات / عاجل: كارثة كهرباء عدن تتفاقم - 13 ساعة انقطاع متواصل والمحطات تنهار!
عاجل: كارثة كهرباء عدن تتفاقم - 13 ساعة انقطاع متواصل والمحطات تنهار!

عاجل: كارثة كهرباء عدن تتفاقم - 13 ساعة انقطاع متواصل والمحطات تنهار!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 06 ديسمبر 2025 الساعة 04:15 صباحاً

في مشهد كارثي يهز الضمير الإنساني، تغرق مدينة عدن في ظلام دامس يصل إلى 13 ساعة متواصلة يومياً، بينما يعيش 2.8 مليون إنسان على 84 ميجاوات فقط من الكهرباء - أقل من استهلاك مجمع تجاري واحد في أي عاصمة خليجية. الأرقام الصادمة تكشف حجم المأساة: نفاد الوقود بالكامل من جميع محطات الديزل والمازوت، وانهيار شبكة الطاقة في مدينة كانت تُسمى يوماً "عدن الحضارة". الوضع ينهار كل ساعة والمستشفيات على شفا التوقف الكامل.

وفقاً للمراسل المتخصص عبدالرحمن أنيس من كريتر سكاي، فإن العجز سيتفاقم ليصل إلى أرقام مرعبة: 13 ساعة انقطاع متواصل من الساعة 3 حتى 5 فجراً، وانخفاض نسبي إلى 9 ساعات صباحاً. فاطمة السعدي، الأم التي تحمل رضيعها تحت ضوء الشموع، تروي مأساتها: "طفلي يختنق من الحر، والمولد توقف منذ ساعات. نعيش كأننا في القرون الوسطى وسط القرن الحادي والعشرين". المحطة الوحيدة العاملة تنتج طاقة تكفي لإنارة ملعبين كبيرين فقط، بينما المدينة تحتاج 400 ميجاوات.

الخبير في شؤون الطاقة الدكتور محمد الحضرمي يحذر من كارثة أكبر: "ما نشهده اليوم أسوأ من انقطاع كهرباء بيروت أثناء الحرب الأهلية. الوضع انهيار حقيقي للبنية التحتية بعد سنوات من الحرب واستنزاف الموارد". الأزمة ليست وليدة اليوم، بل تراكم عقد كامل من الإهمال وضعف التمويل وتدهور المحطات. ما يحدث في عدن مؤشر خطير على انهيار أوسع يهدد النسيج الاجتماعي في أهم المدن اليمنية اقتصادياً.

في شوارع غارقة في الظلام، يكافح أحمد الكهربائي 16 ساعة يومياً لإصلاح الأعطال رغم قلة الإمكانيات، بينما يروي علي التاجر خسارة بضائع بآلاف الدولارات بسبب انقطاع التبريد. الحر الخانق يخنق الأطفال والمسنين، والمستشفيات تعمل بالحد الأدنى، واللقاحات والأدوية تفسد في ثلاجات متوقفة. الأرق يسيطر على الملايين تحت وطأة الحرارة الشديدة، بينما أصوات المولدات المتقطعة والبكاء في الظلام تملأ ليالي المدينة. السيناريو الأسوأ يلوح في الأفق: استمرار الأزمة شهوراً واضطرار السكان لهجر مدينتهم.

عدن تصرخ طلباً للنجدة، و2.8 مليون إنسان ينتظرون معجزة تنقذهم من ظلام يبتلع حياتهم يوماً بعد يوم. الحل يحتاج تدخلاً دولياً عاجلاً وشحنات وقود طارئة، وإلا فإن المدينة التي كانت نافذة اليمن على العالم ستغرق في ظلام لا نهائي. هل سيصمد أهل عدن أمام هذا الظلام الخانق، أم أن المدينة ستشهد هجرة جماعية تاريخية؟

شارك الخبر