الرئيسية / محليات / معجزة حقيقية: 'صاحب الابتسامة الجميلة' ينجو من جحيم قتل 36 شخصاً - شاهد كيف أنقذ حياته وحياة آخرين!
معجزة حقيقية: 'صاحب الابتسامة الجميلة' ينجو من جحيم قتل 36 شخصاً - شاهد كيف أنقذ حياته وحياة آخرين!

معجزة حقيقية: 'صاحب الابتسامة الجميلة' ينجو من جحيم قتل 36 شخصاً - شاهد كيف أنقذ حياته وحياة آخرين!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 07 نوفمبر 2025 الساعة 01:05 مساءاً

في تطور مأساوي هز الشارع اليمني بأكمله، نجا شاب واحد فقط بابتسامته الشهيرة من جحيم متحرك التهم 36 روحاً بريئة في ثوانٍ معدودة، محققاً معدل نجاة لا يتجاوز 14.3% فقط من إجمالي 42 راكباً كانوا على متن باص الحجاز. "صاحب الابتسامة الجميلة" الذي أصبح رمزاً للأمل، يرقد الآن في أحد مستشفيات عدن بعدما تحدت ابتسامته الموت وأشعلت شعلة الأمل في قلوب الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في مشهد يحبس الأنفاس، تحول الباص إلى فرن عملاق على الطريق عندما اندلع حريق هائل التهم الحافلة بالكامل خلال دقائق معدودة. عبد الله اليهري، أحد الناجين الستة، يروي لحظات الرعب قائلاً: "رأيت الموت أمام عيني، النيران كانت تلتهم كل شيء حولنا، لكن الله كتب لنا عمراً جديداً". أما البطل الحقيقي فكان عبد اللطيف الذي حطم نافذة الباص بيديه العاريتين وسط ألسنة اللهب المتصاعدة، منقذاً بذلك خمسة أرواح من الموت المحقق رغم الدخان الأسود الخانق ورائحة المطاط المحترق التي ملأت المكان.

خلف هذه المأساة الإنسانية تكمن مشكلة مزمنة تعاني منها الطرق اليمنية، حيث يشهد قطاع النقل تدهوراً خطيراً في إجراءات السلامة وصيانة المركبات. الدكتور أحمد الحدادي، خبير سلامة النقل، أكد أن "الحادث كان يمكن تجنبه تماماً بإجراءات بسيطة مثل توفير مخارج طوارئ إضافية وأجهزة إطفاء فعالة". هذه الكارثة تذكرنا بحوادث مماثلة سابقة على الطرق اليمنية، مما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل النقل العام في البلاد وضرورة المراجعة الشاملة لمعايير السلامة.

تترك هذه المأساة أثراً عميقاً على الحياة اليومية للمواطنين اليمنيين، حيث باتت أم محمد، 45 عاماً، إحدى الضحايا التي كانت في طريقها لزيارة ابنها المريض في عدن، مثالاً حياً على آلاف الأسر التي تعيش كابوس فقدان الأحبة في رحلات اعتيادية. موجة الخوف من السفر بالحافلات تجتاح المجتمع، بينما تتصاعد المطالبات الشعبية بفتح تحقيق شامل وإجراءات جذرية لإصلاح قطاع النقل. الناجون الستة يحملون اليوم رسالة أمل وتحذير في آن واحد، مؤكدين أن نجاتهم معجزة إلهية يجب أن تكون نقطة تحول حقيقية.

بينما تشع ابتسامة الناجي كشعاع أمل وسط الظلام، تبقى المأساة شاهداً على إهمال دام سنوات طويلة. هذه اللحظة التاريخية تطرح سؤالاً مصيرياً على الجميع: هل ستكون هذه المأساة آخر ضحايا الإهمال أم بداية التغيير الحقيقي الذي ينتظره ملايين المسافرين على الطرق اليمنية؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن دماء الـ36 ضحية والابتسامة الصامدة للناجي تستحقان أكثر من مجرد تعازي ودعوات.

شارك الخبر