الرئيسية / محليات / عاجل: فرحة كبيرة في عدن... صرف راتب شهرين للنازحين بعد انتظار طويل!
عاجل: فرحة كبيرة في عدن... صرف راتب شهرين للنازحين بعد انتظار طويل!

عاجل: فرحة كبيرة في عدن... صرف راتب شهرين للنازحين بعد انتظار طويل!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 03 ديسمبر 2025 الساعة 05:05 مساءاً

في تطور مفرح هز أرجاء العاصمة المؤقتة عدن، انتهت 60 يوماً من الانتظار المؤلم لآلاف الموظفين النازحين، حيث دُشّن صباح اليوم صرف راتب شهرين كاملين لموظفي الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني. للمرة الأولى منذ شهور طويلة، ترتسم ابتسامة حقيقية على وجوه عائلات كاملة كانت تعيش على وقع القلق والديون، في خبر عاجل يبشر بنهاية معاناة حقيقية لمن فقدوا كل شيء إلا الأمل.

أحمد المحمدي، مهندس مساحة نازح من تعز وأب لخمسة أطفال، وصف اللحظة بكلمات مرتجفة: "لم أصدق الخبر في البداية، بعد شهرين من عدم القدرة على دفع الإيجار وشراء الحليب للأطفال". المشهد في مكاتب الصرف كان مؤثراً، حيث امتزجت أصوات الدعاء بأصوات الفرح، بينما انتشر الخبر بسرعة البرق بين العائلات النازحة عبر رنين الهواتف المتواصل. المصادر المالية الحكومية أكدت أن هذا الصرف يشمل مرتبات نوفمبر وديسمبر 2024، ضمن عملية مرتقبة لتحريك ملف الرواتب المتجمدة.

خلف هذا الإنجاز قصة معاناة طويلة بدأت مع أزمة الرواتب المزمنة التي تضرب اليمن منذ عشر سنوات، لكن الموظفين النازحين عاشوا معاناة مضاعفة بعد فقدانهم لمنازلهم ووظائفهم الأصلية. د. فاطمة الشعيبي، الخبيرة الاقتصادية، تقول: "مثل قطرات المطر الأولى بعد جفاف طويل، هذا الصرف قد يكون البداية لحل منهجي شامل". الحدث يأتي بعد ضغوط متواصلة من النقابات والجهود الاستثنائية لد. سالم العدني، المدير المالي الذي عمل بلا كلل لتسريع الإجراءات رغم التعقيدات البيروقراطية المعتادة.

التأثير الفوري واضح في شوارع عدن، حيث تحرك السوق المحلي بشكل ملحوظ مع قدرة العائلات على سداد ديونها العاجلة وشراء احتياجاتها الأساسية. مريم القحطاني، زوجة أحد الموظفين، وصفت لحظة سماعها الخبر "كأنها العيد بعد شهور من الأرق والديون". لكن التساؤل الأكبر يبقى حول استمرارية هذا النهج، خاصة مع ترقب آلاف الموظفين في الوحدات الحكومية الأخرى لدورهم في الحصول على رواتبهم المتأخرة. الخبراء يحذرون من ضرورة استغلال هذه البادرة الإيجابية لوضع نظام منتظم ومستدام يمنع تكرار دورات المعاناة.

بينما تحتفل عائلات الموظفين النازحين بهذه البشرى، يبقى السؤال الجوهري معلقاً في أذهان الجميع: هل ستكون هذه بداية النهاية الحقيقية لأزمة الرواتب في اليمن، أم مجرد هدنة مؤقتة في معركة طويلة ضد الفقر والحرمان؟ الإجابة ستتضح في الأسابيع القادمة، لكن اليوم على الأقل، الأمل عاد ليضيء بيوت كانت تعيش في ظلام الانتظار.

شارك الخبر