الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: أسعار الخضار والفواكه اليوم في عدن... الطماطم تصل 33 ألف ريال والعنب الرازقي يحطم الأرقام!
عاجل: أسعار الخضار والفواكه اليوم في عدن... الطماطم تصل 33 ألف ريال والعنب الرازقي يحطم الأرقام!

عاجل: أسعار الخضار والفواكه اليوم في عدن... الطماطم تصل 33 ألف ريال والعنب الرازقي يحطم الأرقام!

نشر: verified icon مروان الظفاري 05 أكتوبر 2025 الساعة 12:45 مساءاً

في تطور صادم يعكس المأساة الاقتصادية الخانقة، كشفت النشرة الرسمية لأسعار الخضار والفواكه في سوق الجملة بعدن عن أرقام مدمرة تجعل كيلو الفراولة بـ 5,000 ريال والعنب الرازقي يحطم حاجز الـ 60,000 ريال للسلة الواحدة. هذه الأسعار الجنونية تعني أن تكلفة كيلو واحد من الفراولة تساوي راتب موظف حكومي ليومين كاملين، في مشهد يجسد عمق الكارثة الاقتصادية التي تعصف باليمن.

وبحسب النشرة الرسمية الصادرة عن إدارة التسويق في مكتب الزراعة والري بعدن، فإن أسعار 34 صنفاً من الخضار والفواكه تتراوح بين المعقول والمستحيل. الطماطم وصلت إلى 33,000 ريال للسلة الواحدة، بينما يحلم الأطفال بتفاحة تكلف والدهم 2,750 ريال للكيلو الواحد. أم محمد، ربة بيت من كريتر، تقف حائرة أمام هذه الأرقام: "كنت أشتري كيس تفاح كامل بما يساوي ثمن تفاحة واحدة اليوم. أطفالي لم يعودوا يسألون عن الفواكه، يعرفون أنها أصبحت حلماً بعيد المنال".

هذه الأرقام المرعبة ليست وليدة اليوم، بل نتاج عقد كامل من الحرب المدمرة التي حولت اليمن إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم. قبل 2014، كان كيلو التفاح يُباع بـ 200 ريال، واليوم وصل إلى أكثر من 2,750 ريال - ارتفاع بنسبة تزيد عن 1,300%. انهيار قيمة الريال اليمني، وارتفاع تكاليف النقل والوقود، وتدمير البنية التحتية الزراعية، كلها عوامل تضافرت لتجعل الطعام ترفاً لا يقدر عليه سوى الأثرياء.

التأثير المدمر لهذه الأسعار يتجاوز الأرقام ليصل إلى صميم الحياة اليومية للمواطنين. عائلات كاملة باتت تعيد حساب وجباتها، تقطع الفواكه نهائياً عن قائمة الطعام، وتكتفي بالخضار الأساسية فقط. فاطمة البائعة في سوق خور مكسر تشهد يومياً على هذه المعاناة: "أرى الأمهات يحسبن كل ريال، يمسكن التفاح ثم يتركنه بحسرة. الأطفال ينظرون للفواكه كما لو كانت مجوهرات ثمينة". الخبراء يحذرون من تفاقم أزمة سوء التغذية، خاصة بين الأطفال الذين حُرموا من الفيتامينات الأساسية الموجودة في الفواكه.

رغم هذا الواقع المرير، يبقى السؤال الأهم: هل سيصبح الطعام حقاً أساسياً أم امتيازاً للأثرياء فقط؟ النشرة الرسمية المُعدة من قبل المهندس أكرم سعيد محمد يحيى تكشف حقيقة مؤلمة: اليمن بحاجة ماسة لتدخل عاجل من المجتمع الدولي قبل أن تتحول أزمة الغذاء إلى كارثة إنسانية أكبر. متى سيأكل الطفل اليمني تفاحة دون أن تكلف والده راتب أسبوع كامل؟

شارك الخبر