في تطور صادم هز الأسواق المالية اليمنية، كشف البنك المركزي اليمني عن مؤامرة خطيرة نسجها مضاربون لخلق "انتعاش وهمي للعملة الوطنية" بينما يرتفع التضخم إلى مستوى مخيف يتجاوز 35% - رقم يعني أن ما تشتريه بـ100 ريال اليوم سيكلف 135 ريال العام القادم! في قلب واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ العربي، يخوض البنك المركزي معركة مصيرية قد تحدد مصير ملايين الأسر اليمنية.
كشفت مصادر في البنك المركزي عن تفاصيل مثيرة حول كيفية تصديه لهذه المؤامرة المدمرة. فقد تمكن من مصادرة الأرصدة المضاربة واتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المتلاعبين، بينما حافظ على استقرار سعر الصرف عند 425 ريال للشراء و428 للبيع مقابل الريال السعودي. "أحمد الصنعاني، تاجر في العاصمة، يقول بارتياح: "كنا نخشى أن تنهار العملة تماماً وتضيع مدخراتنا، لكن تدخل البنك المركزي أنقذنا من كارثة محققة." المشهد في أسواق الصرافة يعكس توتراً شديداً، حيث يراقب التجار الشاشات بقلق بينما تنتشر همهمات القلق بين المواطنين.
هذه المعركة ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت المنطقة العربية أزمات مشابهة مع عملات كالجنيه المصري واللليرة اللبنانية. لكن ما يميز الحالة اليمنية هو الصمود الاستثنائي رغم سنوات الحرب التي دمرت الاقتصاد وجعلت العملة فريسة سهلة للمضاربين. د. محمد الحاشدي، خبير اقتصادي، يؤكد: "البنك المركزي أظهر مهارة استثنائية في مواجهة المضاربين رغم الظروف الصعبة، لكن الخطر لم ينته بعد." العوامل المؤثرة معقدة، من استمرار الصراع المسلح إلى ضعف الموارد الحكومية، مما جعل هذا الانتصار أكثر إعجازاً.
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين مباشر ومؤلم. كل مواطن يمني يراقب أسعار السوق يومياً ويخشى من ارتفاع جديد مدمر قد يقضي على آخر ما تبقى من قوته الشرائية. د. سارة العمراني، خبيرة النقد والمصارف، تحذر: "المضاربون كانوا يستهدفون تدمير آخر ما تبقى من استقرار اقتصادي، وهذا يمثل جريمة في حق الشعب اليمني." النتائج المحتملة متباينة: إما استقرار تدريجي يعيد الأمل لملايين الأسر، أو عودة الفوضى إذا فشلت جهود البنك المركزي في كسر شوكة المضاربين نهائياً. عبدالله المحويتي، صاحب محل صرافة، يروي: "شاهدت بعيني كيف حاول البعض خلق فوضى في السوق، لكن البنك المركزي تصدى لهم بقوة لم نتوقعها."
معركة العملة في اليمن تمثل صراعاً حقيقياً بين الاستقرار والفوضى، بين مصلحة الشعب وجشع المضاربين الذين ينقضون على العملة كالصقور الجارحة. الأشهر القادمة ستكشف ما إذا كان هذا الانتصار مؤقتاً أم بداية لاستقرار حقيقي ينقذ الاقتصاد اليمني من الهاوية. على كل مواطن تجنب التعامل مع المضاربين ودعم جهود البنك المركزي في هذه المعركة المصيرية. السؤال الذي يؤرق الجميع: هل ينجح البنك المركزي في كسر شوكة المضاربين نهائياً، أم أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد؟