في حدث صاعق يثير الدهشة والقلق في آن واحد، قفز سعر جرام الذهب في اليمن اليوم إلى 32,323 ريال يمني. يتجاوز هذا السعر راتب موظف حكومي لشهر كامل، مما يضع ضغطاً هائلاً على الأسر اليمنية. تتفاقم الأزمة مع حقيقة أن الذهب في صنعاء أصبح أغلى منه في دبي بسبب التدهور المستمر للريال اليمني. الخبراء يحذرون: الأسعار ترتفع كل ساعة وتوقعات بمفاجآت صادمة قد تهدد استقرار السوق بالكامل.
شهدت اليمن في هذا اليوم الثلاثاء تقلبات حادة في أسعار الذهب، سواء في العاصمة صنعاء أو في المحافظات المحررة الجنوبية، مع تسجيل فروق جغرافية قد تصل إلى خمسة آلاف ريال بين المناطق المختلفة. عيار 24 مثلاً سجل رقماً قياسياً غير مسبوق، مما يجعل التصريحات مثل: "الوضع خارج السيطرة ولا نعرف أين ستتوقف الأسعار" - كما أفاد أحد تجار الذهب، تبدو مبررة تمامًا. انعكست هذه الأرقام على الحياة اليومية للعائلات، حيث تأثرت قدرتهم على تنظيم حفلات الزواج أو الحفاظ على مدخراتهم التي تتبخر أمام أعينهم.
تشهد اليمن هذه الأزمة كجزء من انسداد اقتصادي أوسع نتج عن حرب طويلة دمرت البنية التحتية ومنعت الاستقرار السياسي، مما قسم البلاد إلى أسواق منفصلة. تجارب واقعية مشابهة حدثت في دول كلبنان وفنزويلا وزيمبابوي حيث الاضطرابات السياسية أدت أيضًا إلى انهيار العملة وارتفاع تكاليف الاستيراد بشكل متضاعف. يحذر خبراء الاقتصاد من استمرار هذا الارتفاع حتى يتسنى للأوضاع السياسية في البلاد الانفراج والعودة إلى طبيعتها.
لتأثير الأزمة على الحياة اليومية، أصبح الذهب حلماً بعيد المنال لأغلب اليمنيين، مما يفاقم الانقسام الاجتماعي بين من يستطيع شراء الذهب ومن لا يملكه. وبينما يحذر الخبراء من مخاطر المضاربة وعمليات الاحتيال، يظهر تفاؤل من ناحية أخرى لدى المستثمرين الأثرياء الذين يرون في الذهب فرصة للاستثمار طويل الأمد في ظل اضطرابات السوق الحالية. ردود أفعال متباينة من الغضب الشعبي إلى قلق التجار وتفاؤل المستثمرين الذين يرون الذهب كملاذ آمن وسط الخراب.
الخاتمة: باختصار، أسعار الذهب في اليمن بلغت مستويات تاريخية غير مسبوقة، مع فروق جغرافية حادة تؤثر بعمق على المجتمع. حتى تنتهي الأزمة السياسية، يبدو أن المزيد من الارتفاعات ستكون حتمية. يدعو الخبراء إلى تنظيم عاجل للسوق وحماية المستهلكين من التلاعبات والمضاربات المحتملة. يبقى السؤال الذي يشغل الجميع: "هل سيصبح الذهب بالفعل مقتصراً على النخبة فقط في اليمن؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة."
