في تطور مدمر هز اليمن، سجل الريال اليمني أكبر انقسام في تاريخه مع فجوة سعرية تصل إلى 1095 ريال للدولار الواحد بين مدينتين لا تفصل بينهما سوى 300 كيلومتر! هذا يعني أن رحلة قصيرة بالسيارة من صنعاء إلى عدن قد تفقدك ثلثي قيمة أموالك، في أزمة تُنذر بانهيار نهائي للوحدة الاقتصادية اليمنية.
الأرقام الصادمة تكشف حجم الكارثة: الدولار الواحد يُباع بـ1630 ريال في عدن مقابل 537 ريال فقط في صنعاء - فارق يصل إلى 202%. محمد الحضرمي، موظف حكومي يتقاضى راتبه بالريال الصنعاني ويعيش في عدن، يحكي مأساته: "فقدت 70% من القوة الشرائية لراتبي خلال أسابيع. أصبحت أعيش كفقير رغم أن راتبي لم يتغير!" بينما استطاع أحمد السقطري، تاجر صرافة، بناء ثروة من المضاربة على هذه الفروقات الجنونية.
خلف هذا الانهيار قصة مأساوية بدأت مع الصراع عام 2015، حين انقسم البنك المركزي إلى سلطتين منفصلتين. د. عبدالله المخلافي، الخبير الاقتصادي اليمني يحذر: "هذا تدمير ممنهج للاقتصاد الوطني. نحن أمام انقسام يشبه ما حدث في ألمانيا الشرقية والغربية، لكن داخل البلد الواحد!" وبحسب تقارير البنك الدولي، فإن اليمن يشهد أسرع انهيار نقدي في التاريخ الحديث.
التأثير المدمر وصل إلى كل بيت يمني. فاطمة العدنية، ربة منزل، تروي: "أصبحت أخاف من التسوق، الأسعار تتغير كل ساعة. اشتريت كيلو أرز بـ10 ريال صباحاً وعدت مساءً فوجدته بـ15!" طوابير طويلة تصطف أمام محلات الصرافة، وأصوات الجدال والمساومة الحادة تملأ الأسواق، بينما تُظهر الشاشات أسعاراً متغيرة كل دقائق. الخبراء يتوقعون سيناريوهين: إما إصلاح عاجل خلال أشهر، أو انقسام دائم وولادة عملتين منفصلتين.
مع استمرار هذا الانهيار، تواجه ملايين الأسر اليمنية خطر فقدان مدخراتها بالكامل، بينما يحذر الخبراء من تحول الأزمة إلى تقسيم اقتصادي لا رجعة عنه. هل سنشهد ولادة عملتين يمنيتين منفصلتين، أم أن هناك بصيص أمل لإنقاذ الريال الموحد قبل فوات الأوان؟