في تطور صادم كشفته الأقمار الصناعية، تواصل الإمارات بناء شبكة من 5 قواعد عسكرية تحاصر السواحل اليمنية بقوة تفوق أي قوة استعمارية في التاريخ الحديث. بينما العالم مشغول بصراعات أخرى، تنسج أبوظبي في صمت مطبق إمبراطورية عسكرية في قلب الجزيرة العربية، وآخر فصولها قاعدة شبوة العملاقة التي تنمو كالإعصار بمدرجين جويين ومئات الأنفاق تحت الأرض.
في صمت الصحراء اليمنية، تنمو قاعدة عسكرية إماراتية بحجم مدينة صغيرة على مساحة تعادل 20 ملعب كرة قدم. مدرجان جويان يستوعبان أي نوع من الطائرات، شبكة أنفاق معقدة، ومخازن محصنة تحت الأرض تكفي لتموين جيش كامل. أحمد السبئي، المزارع الذي فقد أرضه لصالح التوسعات، يروي بمرارة: "لم أعد أعرف المكان الذي ولدت فيه، تحول إلى قلعة عسكرية محاطة بأسلاك شائكة وأبراج مراقبة شاهقة." هذه ليست مجرد قاعدة، بل مركز سيطرة على أهم الممرات البحرية في العالم.
منذ 2015، والإمارات تنسج خيوط استراتيجية محكمة مثل العنكبوت الذي يبني شبكته في صبر وذكاء. بدأت بدعم التحالف العربي، لكنها سرعان ما تحولت لبناء إمبراطورية عسكرية خاصة تمتد من بلحاف إلى سقطرى. كل قاعدة جديدة تضيف حلقة في سلسلة السيطرة على طرق التجارة العالمية، بينما السعودية تركز على حدودها الشمالية. د. محمد الحداد، خبير الجغرافيا السياسية، يؤكد: "هذا أكبر مشروع عسكري خليجي خارج الحدود في العصر الحديث، يعيد تشكيل خريطة النفوذ بأكملها."
كل شاحنة بترول تمر عبر هذه المياه، كل خط تجاري يعبر البحر الأحمر، سيكون تحت مراقبة هذه القواعد المترابطة. فاطمة العولقي، المعلمة التي شهدت وصول المعدات الثقيلة ليلاً، تصف المشهد: "أضواء كاشفة تضيء السماء، وهدير المولدات لا يتوقف، وطائرات مسيّرة تحلق فوق رؤوسنا كالنسور." أسعار النفط، تكاليف الشحن، أمن الطاقة العالمي - كلها مرتبطة الآن بما يحدث في صحراء شبوة. التوقعات تشير إلى سيطرة إماراتية كاملة على المنطقة أو صراع مفتوح قد يمزق التحالف الخليجي إلى الأبد.
5 قواعد، شبكة سيطرة شاملة، منافسة خليجية صامتة، وتحالفات إقليمية جديدة تتشكل في الخفاء - هذا هو المشهد الجديد في المنطقة. المستقبل يحمل إعادة تشكيل كامل لخريطة النفوذ، والفائز سيتحكم في شرايين الطاقة العالمية. راقبوا أسعار النفط، تابعوا التطورات الخليجية، واستعدوا لعالم جديد تحكمه قواعد عسكرية لا خرائط سياسية. السؤال الآن ليس متى ستكتمل هذه الشبكة، بل من سيجرؤ على تحديها؟