الرئيسية / محليات / صادم: عدن العاصمة المؤقتة تغرق في الظلام 12 ساعة مقابل ساعتين كهرباء فقط... والماء منقطع شهوراً!
صادم: عدن العاصمة المؤقتة تغرق في الظلام 12 ساعة مقابل ساعتين كهرباء فقط... والماء منقطع شهوراً!

صادم: عدن العاصمة المؤقتة تغرق في الظلام 12 ساعة مقابل ساعتين كهرباء فقط... والماء منقطع شهوراً!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 25 نوفمبر 2025 الساعة 12:15 مساءاً

في مشهد يفطر القلوب ويهز الضمائر، تواجه أكثر من مليون نسمة في العاصمة المؤقتة عدن كابوساً حقيقياً يتكرر يومياً: 22 ساعة غارقة في الظلام الدامس مقابل ساعتين فقط من النور الخافت. هذه ليست أرقاماً مجردة، بل واقع مؤلم يعيشه أهل المدينة التي تحمل لقب "العاصمة المؤقتة" بينما تفتقر لأبسط مقومات الحياة. والأدهى من ذلك أن انقطاع المياه يمتد لشهور كاملة، تاركاً أحياء بأكملها عطشى في مدينة محاطة بالبحر - مفارقة مأساوية لا تصدق!

أم أحمد، ربة بيت من حي المنصورة، تروي معاناتها اليومية وهي تحمل جراكن الماء: "منذ 8 أشهر ونحن نعيش بلا ماء، أسير يومياً مئات الأمتار لأحصل على جركن واحد من الجيران." صوت أنين المولدات الخاصة يملأ الشوارع، بينما تصرخ الأطفال من الحر والظلام في مشهد يحطم القلب. محمد العدني، مهندس كهرباء متطوع، يحاول تنظيم جدولة بدائية للكهرباء في حيه قائلاً: "نحن ننظم أنفسنا كمجتمع لأن الدولة تخلت عنا تماماً." الأرقام تتحدث بوضوح مرعب: 85% من اليوم بلا كهرباء في مدينة يفترض أنها عاصمة دولة!

الجذور العميقة لهذه المأساة تكمن في الفشل المدوي للحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، الذين غرقوا في صراعات المصالح وحروب المناصب بينما يذبل الشعب في الظلام والعطش. د. عبدالله الحضرمي، خبير اقتصادي، يقول بمرارة: "الوضع في عدن يعكس فشلاً إدارياً كاملاً وليس مجرد نقص إمكانيات - هذا عجز في الإرادة السياسية." المقارنة مؤلمة: حتى في أحلك فترات حصار لينينغراد كان هناك عدو واضح، أما هنا فالعدو هو الفساد والإهمال من الداخل. المدينة التي كانت يوماً لؤلؤة الجنوب العربي تحولت إلى مخيم لاجئين دائم يضم مليون إنسان.

المعاناة تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث يدرس خالد، طالب الطب البالغ 22 عاماً، على ضوء الشموع ليلاً ويحفظ دروسه نهاراً في الساعتين المباركتين عندما تأتي الكهرباء. رائحة الوقود من المولدات تملأ الأنوف، والعرق يتصبب في الظلام الحالك، بينما طعم الماء المالح النادر يذكر السكان بقسوة واقعهم. المراوح الصامتة والجدران الخانقة تحكي قصة شعب منسي في عاصمة منسية. التوقعات قاتمة: إما تدخل عاجل لإنقاذ المدينة، أو انهيار كامل للحياة المدنية مع نزوح جماعي سيحول عدن إلى مدينة أشباح.

الساعة تدق بقوة، والوضع ينهار أسرع من انتشار النار في الهشيم. كل يوم تأخير في الحلول يعني معاناة أكثر لمليون إنسان يعيشون في ظلام القرن الحادي والعشرين. السؤال الذي يحرق القلوب: إلى متى ستبقى عدن - رمز الحضارة والتاريخ - رهينة حرب المصالح السياسية بينما يموت شعبها ببطء في الظلام والعطش؟ هل من مجيب قبل أن يفوت الأوان؟

شارك الخبر