الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار يقفز لـ1618 ريال في عدن مقابل 535 في صنعاء... هل ينهار الاقتصاد اليمني؟
صادم: الدولار يقفز لـ1618 ريال في عدن مقابل 535 في صنعاء... هل ينهار الاقتصاد اليمني؟

صادم: الدولار يقفز لـ1618 ريال في عدن مقابل 535 في صنعاء... هل ينهار الاقتصاد اليمني؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 25 نوفمبر 2025 الساعة 12:45 مساءاً

في مشهد مذهل لم يسبق له مثيل في التاريخ الاقتصادي الحديث، تواجه العملة اليمنية الواحدة انقساماً كارثياً يهدد بانهيار النظام النقدي بالكامل. 1083 ريال يمني - هذا هو الفارق الصادم بين سعر الدولار الواحد في مدينتين يمنيتين تفصل بينهما ساعات قليلة فقط، حيث وصل الدولار إلى 1618 ريال في عدن مقابل 535 ريال فقط في صنعاء. هذا يعني أن نفس المبلغ الذي يشتري دولاراً واحداً في عدن، يمكنه شراء ثلاثة دولارات كاملة في صنعاء! الخبراء يحذرون: كل يوم تأخير قد يعني انهياراً أكبر للعملة الوطنية.

أحمد المقطري، موظف حكومي في صنعاء، يعيش مأساة حقيقية. راتبه الشهري البالغ 100 دولار يساوي 53,500 ريال في صنعاء، لكن نفس المبلغ لا يكفي لشراء 33 دولاراً فقط إذا سافر إلى عدن. "أصبحت كالسجين في مدينتي، لا أستطيع السفر أو حتى إرسال المال لأقاربي في عدن"، يقول أحمد بصوت محطم. هذا الانقسام الاقتصادي المرعب يعني أن الريال السعودي الواحد يتراوح بين 428 ريال في عدن مقابل 140.5 ريال فقط في صنعاء - فارق يتجاوز 300% لنفس العملة في نفس البلد!

الجذور العميقة لهذه الكارثة الاقتصادية تعود إلى تشطر النظام المصرفي اليمني منذ 2016، عندما انقسمت البنوك المركزية بين عدن وصنعاء نتيجة الحرب الأهلية المدمرة. د. محمد الشرعبي، الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون النقدية، يؤكد: "نشهد حالة فريدة عالمياً حيث عملة واحدة تتحول فعلياً إلى عملتين منفصلتين تماماً". هذا الوضع يشبه انقسام ألمانيا الشرقية والغربية، لكن بفوارق اقتصادية أكبر بكثير، حيث يتوقع الخبراء أن تؤدي هذه الفجوة الهائلة إلى انهيار كامل للنظام النقدي خلال الأشهر المقبلة.

فاطمة الحوثي، أم لثلاثة أطفال في صنعاء، تصف حالتها بكلمات مؤثرة: "ابني يحتاج دواء متوفر في عدن فقط، لكن تكلفة شرائه أصبحت ثلاثة أضعاف راتب زوجي بسبب فرق العملة". هذا المشهد المأساوي يتكرر يومياً في آلاف البيوت اليمنية، حيث تحولت رحلة بسيطة بين المدن إلى مغامرة اقتصادية محفوفة بالمخاطر. في المقابل، يستغل سالم العدني، التاجر المحنك، هذه الفوارق الجنونية لكسب أرباح طائلة من المضاربة، لكنه يحذر: "هذا لعب بالنار، العملة قد تنهار تماماً في أي لحظة". التجارة البينية بين المدن توقفت عملياً، والتحويلات العائلية أصبحت شبه مستحيلة.

مع تفاقم هذه الأزمة المدمرة، يقف اليمن على شفا انهيار اقتصادي كامل قد يؤدي إلى تشكل اقتصادين منفصلين تماماً. الحل الوحيد يكمن في توحيد النظام المصرفي فوراً قبل أن تفقد العملة الوطنية قيمتها نهائياً. السؤال الذي يؤرق الجميع: هل سيصمد الريال اليمني أم سينهار تماماً؟ الوقت ينفد سريعاً، وكل يوم تأخير قد يكون قاتلاً للاقتصاد اليمني بأكمله.

شارك الخبر