قالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، أن سياسات أطراف الحرب في اليمن خلفت خلال الست السنوات الماضية من الحرب وضعا كارثيا في اليمن، تسبب في أسوأ أزمة إنسانية، وجعلت أكثر من 12 مليون طفل بحاجة لمساعدات إنسانية.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها ،الجمعة، بمناسبة اليوم العالمي للطفولة الأطفال في أغلب مناطق اليمن يعيشون بدون خدمات ويعانون الكثير من الانتهاكات والتحديات في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء وكساء ودواء، منذ تصاعد النزاع في مارس 2015.
وقالت "سام" إن الأمراض والاوبئة في اليمن وآخرها كوفيد 19، ضاعفت من معاناة الأطفال في بلد يعاني فيه قرابة 2000.000 طفل من سوء التغذية الحاد، 400.000 طفل يعانون من سوء تغذية مهدِّد للحياة.
وأكدت "سام" أن الحرب في اليمن حرمت آلاف الأطفال من آبائهم الذين يقبعون في السجون، أو قتلوا في المعارك، وأجبرت الآلاف لترك المدارس والذهاب إلى سوق عمل غير آمن وبلا ضمانات قانونية أو أخلاقية لأجل إعالة أسرهم، ما جعل الكثير منهم عرضة للوقوع في أيدي عصابات التجنيد من قبل طرفي النزاع.
وأشارت المنظمة إلى إن توقف صرف مرتبات المعلمين، وتوقف أكثر من 2500 مدرسة عن استقبال الطلاب بسبب قصف الطيران أو القذائف العشوائية، أو بسبب تحولها إلى مخازن وثكنات عسكرية، الأمر الذي حرم ما يقارب من 2000.000 مليوني طالب من الذهاب إلى المدرسة.
ونشرت "سام" إحصائية مختصرة للانتهاكات التي خلفها الصراع الدائر في اليمن بحق الأطفال في اليمن منذ 2014 وحتى نهاية 2019، راصدة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها أطراف الصراع الدائر بحق الطفولة في اليمن، من قتل متعمد وإعدامات وإصابات بالغة، والتي ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ورصدت المنظمة أكثر من 30.000 ألف انتهاك ضد الأطفال، منذ بداية الصراع العام 2014 وحتى العام 2020 توزعت على كلا من جماعة الحوثي بنسبة 70 % والتحالف العربي 15% والحكومة الشرعية 5% وأطراف أخرى 10%.
وأضافت: "عدد الأطفال الذين قتلوا خلال هذه الفترة بلغ أكثر من 5700، طفل سقط العدد الأكبر منهم في مدينة "تعز" بعدد 1000 طفلا، تلتها "عمران " ( 404)، "حجه " (368)، "صعدة " (262)، و"صنعاء " (260)".
ووفقا لإحصائيات المنطمة فأنّ 1300 طفلا قتلو نتيجة تعرضهم لشظايا قاتلة من قبل جماعة الحوثي، و 190 آخرين نتيجة لإصابات مباشرة بالرصاص،، بينما قتل 175 بالقنص المباشر، وقتل 250 طفلا نتيجة إصابتهم بشظايا الألغام، وقتل 3000 طفلا في جبهات القتال، في حين قتل 800 طفل بقصف طيران السعودية والإمارات، وقتلت طائرات بلا طيار أميركية 21 طفلا، و41 قتلوا على يد جماعات متطرفة .
كما بلغ عدد الأطفال المصابين 8170 مصاب، كانت النسبة الأكبر منهم في مدينة "تعز" بعدد وصل إلى 4000 مصاب، وكان السبب الأكبر لإصابة الأطفال القصف العشوائي، حيث وصل عدد ضحاياه إلى 2500 طفل، و690 طفلا آخرين أصيبوا بالرصاص، بينما أصيب 280 طفلا برصاص قناص حوثي، وأصيب 140 طفلا على يد القوات الحكومية، بينما أصاب طيران التحالف العربي 520 طفلا، وأصيب 40 طفلا من قبل جماعات متطرفة، ولا توجد معلومات دقيقة لعدد من أصيب من الأطفال المجندين في جبهات القتال .
ودعت سام إلى تحييد المؤسسات التعليمية والمناهج الدراسية، وعدم استغلالها في جذب الأطفال إلى ساحات المعارك، حيث رصدت المنظمة تغييراً في مناهج التعليم في المناطق التي تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي تساهم في تشبع الطفل بأيدلوجية قتالية متطرفة، وتجعله سهل الانقياد، والتحول إلى وقود لهذه الحرب .
وأدانت "سام" في تقريرها الانتهاكات الجسيمة المتصاعدة بحق الطفولة في اليمن من قبل جميع الأطراف، مطالبة بدعم أي جهود ترمي لوقف استهداف المدنيين وخصوصا الأطفال، والعمل على تقديم الدعم النفسي والمادي لهم عقب الانتهاكات التي تعرضوا لها.
وطالبت "سام" جميع الأطراف بضرورة الالتزام بقوانين الحرب في الصراع الدائر في اليمن ، ودعت الامم المتحدة إلى إدراج كافة الأطراف ضمن القائمة السوداء لمنتهكي جرائم الطفولة في اليمن والعمل على فتح تحقيق جدي ومستقل بشأن جرائم استهداف الأطفال، وإحالة كل من ثبت ارتكابه جرائم حرب إلى القضاء.