الرئيسية / شؤون محلية / شاهد: مليون موظف يمني يقتحمون البريد لاستلام أول راتب بعد 9 سنوات من الجوع... هل ينهي هذا عذاب 3,287 يوماً؟
شاهد: مليون موظف يمني يقتحمون البريد لاستلام أول راتب بعد 9 سنوات من الجوع... هل ينهي هذا عذاب 3,287 يوماً؟

شاهد: مليون موظف يمني يقتحمون البريد لاستلام أول راتب بعد 9 سنوات من الجوع... هل ينهي هذا عذاب 3,287 يوماً؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 11 ديسمبر 2025 الساعة 03:15 مساءاً

في تطور يكسر جدران الصمت بعد 9 سنوات من الظلام، يقف أكثر من مليون موظف يمني اليوم على أعتاب لحظة لن ينساها التاريخ - أول راتب حقيقي منذ أن بدأت الحرب تلتهم أحلامهم في 2015. مكاتب البريد المصرية تتحول إلى بوابات أمل لملايين الأسر المنهكة، والسؤال المصيري: هل ينهي هذا عذاب 3,287 يوماً من الانتظار المرير؟

في صباح بارد بصنعاء، تشكلت طوابير صامتة تمتد لمئات الأمتار أمام مكاتب البريد - وجوه محفورة بالانتظار تحمل معاناة 9 سنوات كاملة. فاطمة الشامي، ممرضة تبلغ 38 عاماً، تقف في الصف وعيناها تبرقان بالأمل: "أخيراً بدأت أرى بصيص أمل بعد سنوات من المعاناة." خلفها، تقف أم سارة، المعلمة الخمسينية التي باعت ذهب زفافها لتطعم أطفالها الثلاثة، تهمس بصوت مرتجف: "لعل الله يفرجها هذه المرة." الحقيقة الصادمة: 70% من الأسر اليمنية تعتمد على راتب موظف حكومي كمصدر دخل أساسي - راتب تبخر كالماء في الصحراء منذ انهيار النظام المصرفي.

الأرقام تحكي قصة مأساوية: مليون موظف متأثر - رقم يفوق تعداد سكان قطر بأكملها، و3,287 يوماً من الانتظار - أطول فترة انقطاع رواتب في التاريخ الحديث. د. محمد الحكيمي، الخبير الاقتصادي، يؤكد بحذر: "استخدام البريد خطوة ذكية لتوزيع الأعباء، لكن التحدي الحقيقي في ضمان الاستدامة." الخلفية المؤلمة تكشف أن انهيار النظام المصرفي اليمني في 2015 حول حياة الملايين إلى جحيم حقيقي، وهذه المبادرة قد تكون الضوء في نهاية النفق المظلم.

أحمد المؤيد، مدرس يبلغ 45 عاماً ووالد لأربعة أطفال، يحمل أوراقه بيد مرتجفة: "هذا المبلغ سيشتري لنا الخبز لشهر كامل." بجانبه، خالد المطري، أب لسبعة أطفال، يهمس بعد وقوف 6 ساعات: "لأول مرة منذ سنوات أشعر أنني إنسان مرة أخرى." عبدالله الزيدي، موظف البريد الشاب الذي يوزع الأمل بيديه، يصف المشهد بعيون دامعة: "الزحام منذ بداية الإعلان والفرحة في عيون الموظفين شيء لا يُنسى." هذه اللحظات التاريخية تعيد للمواطن اليمني شعوراً فُقد لسنوات - الكرامة الإنسانية.

لكن الخبراء يحذرون من السراب القاتل - فهذه الخطوة، رغم أهميتها التاريخية، تبقى قطرة في محيط الأزمة الاقتصادية الشاملة. السيناريو الأسوأ مُرعب: توقف البرنامج بعد فترة قصيرة وعودة اليأس مضاعفاً، بينما السيناريو الأفضل يحمل وعداً بتوسع البرنامج ليشمل جميع الموظفين. السؤال الذي يؤرق مليون أسرة يمنية الليلة: هل ستصمد هذه البداية وتتوسع لتشمل جميع الموظفين، أم ستكون مجرد أمل مؤقت ينطفئ سريعاً في محيط اليأس اليمني الشاسع؟ الإجابة مرهونة بإرادة سياسية حقيقية وقدرة النظام على ضمان السيولة المستمرة - وإلا فالكارثة القادمة ستكون أعنف من كل ما سبق.

شارك الخبر