استطاعت المغربية يسرى أبو حمدة أن تحول لحظة تتويجها بلقب ملكة جمال العرب للقارات 2025 إلى رسالة وطنية عميقة المعنى، عندما وجهت تحية خاصة للصحراء المغربية أمام جمهور عربي ودولي في حفل التتويج بالقاهرة. هذه اللحظة المؤثرة لم تكن مجرد تعبير شخصي عن الانتماء، بل رسالة قوية تجسد عمق الوطنية المغربية وتأكيد الهوية في المحافل الدولية.
تصدرت يسرى المشهد الثقافي العربي في حفل تميز بحضور فني وإعلامي لافت، حيث نافست ممثلات من خمس قارات للفوز بألقاب متنوعة. الحدث الذي نظمته مؤسسة ملكات جمال العرب برئاسة الدكتورة حنان نصر، بالتعاون مع شركة "سنير إيفنت"، شهد مشاركة استثنائية للعنصر المغربي على مستويات مختلفة.
التحية التي وجهتها الفائزة للصحراء المغربية خلال احتفالية التتويج أثارت تفاعلاً عاطفياً قوياً بين الحضور، وفق ما كشفته الفنانة المغربية شروق الشلواطي التي تولت مع زكرياء فحام تقديم السهرة. وأكدت الشلواطي أن هذا الموقف نبع من إيمان عميق بضرورة تمثيل المغرب بشكل مشرف في المحافل العربية والدولية، خاصة بعد الإنجازات الدبلوماسية الأخيرة للمملكة.
لم تكن رسالة يسرى مجرد كلمات عابرة، بل تجسيد حقيقي لفلسفة جديدة في الجمال العربي تتجاوز المظهر الخارجي إلى عمق الانتماء والقضايا الوطنية. هذا التوجه يعكس تطوراً ملحوظاً في مفهوم مسابقات الجمال التي باتت منصات للتعبير عن الهوية الثقافية والمواقف السياسية المبدئية.
تحول الحفل إلى مناسبة للاحتفاء بالتنوع الثقافي العربي عبر القارات، حيث حصلت سكينة بوزيدي من الولايات المتحدة على لقب الوصيفة الأولى، وأميرة عبادي من آسيا على الوصيفة الثانية. بينما توجت فريدة شيمي ممثلة قارة إفريقيا بلقب سفيرة الجمال العربي للعالم، وحازت زينب بن مرزوق على لقب "توب موديل العالم".
الحضور المغربي القوي في الحدث لم يقتصر على الفائزة، إذ تألقت شروق الشلواطي في تقديم الأمسية إلى جانب الإعلامي زكرياء فحام في ثنائية حظيت بإشادة واسعة من النقاد والجمهور. هذا التمثيل المزدوج عزز من الحضور الثقافي المغربي وأكد على تنامي دور المواهب المغربية في الساحة الإعلامية العربية.
التأثير العاطفي للرسالة الوطنية انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الجمهور المغربي والعربي بحماس مع هذا الموقف المبدئي. المتابعون اعتبروا أن يسرى نجحت في تحويل منصة جمالية إلى منبر للتعبير عن الانتماء الوطني والقضايا المصيرية، مما أضفى بعداً أعمق على فوزها.
أجواء الحفل شهدت مزيجاً من الفن والثقافة، حيث افتتحت الأمسية بعزف السلامين الوطنيين لمصر والمغرب، تلاها عرض مرئي تناول مسيرة المسابقة عبر القارات. وشارك في إضفاء الطابع الفني على الحدث الفنان مجد القاسم الذي قدم أغنية "إنتِ الأميرة" إهداءً للمشاركات، والفنان إبرام سمير الذي أضفى أجواء مرحة على السهرة.
لجنة التحكيم ضمت نخبة من الشخصيات البارزة في عالم الموضة والجمال، منهم نور بويده وكيلة المسابقة في تونس، والدكتور محمد الأمير خبير التجميل الدولي من العراق، ومصمم الأزياء العالمي أحمد البديري. كما شاركت سكينة عمروش ملكة جمال العرب السابقة عن المغرب في لجنة التحكيم، مما أضاف بعداً تاريخياً للحدث.
الدكتورة حنان نصر أكدت في كلمتها أن المسابقة تطورت لتصبح منصة دولية تجمع بين الجمال والعمل الإنساني، مشيرة إلى أن "ملكة جمال العرب" تهدف لتكريم فكر المرأة العربية وثقافتها. هذه الرؤية انعكست بوضوح في موقف يسرى الذي جسد التوازن بين الأناقة والرسالة الوطنية.
الأنشطة الثقافية المصاحبة للمسابقة شملت زيارات للمعالم التاريخية في القاهرة، مثل المتحف المصري ومنطقة الأهرامات، إضافة إلى جلسات تصوير ولقاءات إعلامية. هذه الفعاليات هدفت لإبراز المشروعات الخيرية للمتسابقات، مما عزز من الرسالة الإنسانية للحدث التي تجسدت في تحية يسرى الوطنية.
ختام الحفل بالتقاط الصور التذكارية أكد على نجاح الرسالة التي أرادت يسرى إيصالها، حيث تحولت لحظة شخصية إلى رمز للفخر الوطني المغربي. هذا الموقف يعكس نضج الجيل الجديد من الشابات المغربيات اللواتي يحملن مسؤولية تمثيل بلادهن بكرامة واعتزاز في المحافل الدولية، مما يجعل من فوزها انتصاراً للقيم والهوية المغربية الأصيلة.
