في تطور مذهل يهز عالم كرة القدم الأوروبية، يقف بيب جوارديولا على بُعد 90 دقيقة فقط من دخول التاريخ من أوسع أبوابه، حيث ستكون مباراة باير ليفركوزن الثلاثاء هي المحطة رقم 100 له مع مانشستر سيتي في دوري الأبطال. 99 مباراة، 62 انتصاراً، و234 هدفاً - أرقام لم يحققها أي مدرب آخر مع نادٍ واحد بنسبة فوز تتجاوز 62% في تاريخ القارة العجوز.

المدرب الكاتالوني البالغ من العمر 54 عاماً سجل معدلاً هجومياً خرافياً يصل إلى 2.36 هدف لكل مباراة، ما جعله ثالث أنجح مدرب في تاريخ البطولة بعد كارلو أنشيلوتي وأليكس فيرجسون فقط. محمد الخالدي، مشجع سيتي من الرياض، يعبر عن مشاعره المختلطة: "أخاف أن يكون جوارديولا قد بدأ يفقد بريقه مع الهزائم الأخيرة، لكن هذا الرقم يذكرني لماذا نعشقه". في المقابل، صرح جوارديولا نفسه ممازحاً: "أدرك أنني أتقدم في العمر... لكن هذا جيد جداً، يعني أننا كنا هنا في كل موسم".

منذ انضمامه لسيتي عام 2016، حول جوارديولا النادي الإنجليزي من مجرد قوة محلية إلى عملاق أوروبي يُحسب له ألف حساب. الاستثمار الضخم التقى مع العبقرية التكتيكية ليُنتج خماسية تاريخية في موسم 2022-2023، شملت دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخ النادي. د. كارلوس مندوزا، خبير كرة القدم الأوروبية، يؤكد: "الوصول للمباراة 100 مع نفس النادي إنجاز نادر جداً، مثل تسلق قمة إيفرست - يحلم به الكثيرون ويحققه القلة". هذا الإنجاز يضعه في مصاف الأساطير، خاصة مع تحقيق اللقب الثالث في مسيرته بعد انتصارين مع برشلونة.

تأثير جوارديولا تجاوز حدود الملاعب ليصل إلى المقاهي والمجالس الرياضية حول العالم، حيث يحلل المشجعون تكتيكاته بشغف منقطع النظير. سامر حسن، الذي حضر نهائي 2023 ضد إنتر ميلان، لا يزال يتذكر التفاصيل: "لحظة رفع الكأس كانت تاريخية، جوارديولا بكى من الفرح وكأنه طفل يحقق حلمه للمرة الأولى". المباراة المقبلة تحمل أهمية مضاعفة، فالفوز لن يعني فقط الاقتراب من التأهل، بل سيكون احتفالية تاريخية بأسطورة حية تعيد تعريف كرة القدم الحديثة.

الثلاثاء القادم، عندما تُطلق صافرة البداية ضد ليفركوزن، سيدخل جوارديولا نادي المئة الأوروبي النخبة في لحظة قد لا تتكرر لعقود. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل نشهد ولادة فصل جديد من الأسطورة، أم بداية النهاية لعصر ذهبي لن يتكرر؟ الجواب سنعرفه خلال 90 دقيقة ستُحفر في ذاكرة التاريخ إلى الأبد.