الرئيسية / شؤون محلية / مأساة تهز قرية بقنا: وفاة شاب مصري مع 8 آخرين في حادث مروع بالسعودية
مأساة تهز قرية بقنا: وفاة شاب مصري مع 8 آخرين في حادث مروع بالسعودية

مأساة تهز قرية بقنا: وفاة شاب مصري مع 8 آخرين في حادث مروع بالسعودية

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 25 نوفمبر 2025 الساعة 07:00 مساءاً

في تطور مأساوي هز أركان قرية صغيرة بالصعيد، سقط 9 ضحايا في حادث تصادم مروع بالسعودية، بينهم شاب مصري من قرية الجمالية بقنا كان يبحث عن لقمة العيش لأسرته. آلاف الشباب المصري يركبون نفس وسائل النقل الخطيرة يومياً، في رحلة محفوفة بالمخاطر من أجل الرزق. الحادث الذي حول الحلم إلى كابوس يطلق صرخة استغاثة عاجلة لحماية عمالتنا المهاجرة قبل فوات الأوان.

في لحظة واحدة، تحول طريق الرزق إلى طريق الموت، عندما اصطدمت سيارة النقل التي تقل طه عبدالقوي - في الأربعينيات من عمره - مع زملائه في رحلة العمل الصباحية. 9 أرواح تزهق في ثوانٍ معدودة، و9 عائلات تفقد عائلها الوحيد في مأساة تحبس الأنفاس. "كان يتصل بنا كل ليلة ويطمئننا على أحواله، لم نتوقع أبداً أن يكون آخر اتصال"، يروي أحد أهالي القرية بصوت مختنق بالدموع. أبو أحمد - 42 سنة - ترك وراءه زوجة وثلاثة أطفال يبحثون الآن عن مصدر رزق بديل وسط حالة من الصدمة والذهول.

قرية الجمالية، كغيرها من قرى الصعيد المنسية، تعتمد بشكل شبه كامل على أبنائها المهاجرين في كسب الرزق وسد احتياجات الحياة الأساسية. ظروف العمل الصعبة والنقل غير الآمن تحصد أرواح العمالة المصرية شهرياً، في تكرار مؤلم لمشاهد الفقدان والحزن. ليس هذا الحادث الأول من نوعه، فحوادث مماثلة تتكرر بشكل دوري دون وجود حلول جذرية أو إجراءات وقائية فعالة. مثل طائر يترك عشه بحثاً عن الطعام ولا يعود، يسافر شبابنا تاركين خلفهم قرى تنتظر عودتهم بفارغ الصبر.

عائلة بأكملها تفقد الآن مصدر دخلها الوحيد، وأطفال يصبحون أيتاماً بلا عائل في لحظة واحدة قاسية. الأزمة الاقتصادية الحادة تنتظر الأسرة، وسط حاجة ماسة للدعم المجتمعي والحكومي العاجل. فاطمة عبدالقوي - 38 سنة - تقف الآن أمام مستقبل مجهول: "كان يعدني بالعودة قريباً وبناء بيت جديد للأطفال". بين دعوات تحسين أوضاع العمالة ومطالب بالتعويضات العادلة، تبقى المأساة شاهدة على واقع أليم يحتاج لتدخل فوري وحاسم.

حادث مؤلم يكشف بوضوح معاناة العمالة المصرية الصامتة وحاجتها الماسة للحماية والرعاية. السؤال المطروح بقوة اليوم: متى ستتوقف هذه المآسي المتكررة؟ الوقت حان لتحرك جماعي حقيقي لحماية أبنائنا المغتربين قبل أن نفقد المزيد من الأرواح الغالية. كم عائلة أخرى ستدفع ثمن لقمة العيش بأرواح أبنائها؟

اخر تحديث: 25 نوفمبر 2025 الساعة 08:10 مساءاً
شارك الخبر