في عدن، تعيش العائلات كارثة معيشية حقيقية مع موجة غلاء مدمرة تجتاح الأسواق وتدفع المواطنين إلى حافة الهاوية، بحيث أصبح من الصعب على أي أسرة تغطية احتياجاتها اليومية. فقد وصل سعر كيلو اللحم الواحد إلى 18 ألف ريال، والدجاجة الواحدة إلى 5000 ريال، ما اضطر الباعة إلى بيع أنصاف دجاجات لتلبية حاجات الأسر الفقيرة، بينما كل دقيقة تأخير في الحل تعني أسرة أخرى تنام جوعانة الليلة، في أزمة غير مسبوقة لن تصدقوا كم وصلت الأسعار اليوم.
حذر اقتصاديون من تداعيات كارثية لهذا الارتفاع الجنوني، إذ بلغ سعر كيلو السمك 10,000 ريال، وهو ما يعادل يوم عمل كامل لمعلم متوسط. الصيادون عبروا عن إحباطهم جراء قلة المعروض، فيما تجلت معاناة المواطنين في عبارات مثل “حليمة عادت لعادتها القديمة”، حيث تقف الأمهات حائرات أمام المحلات، ويتحدث الأطفال عن اللحم كما لو كان خرافة من الماضي.
الدوامة المتكررة لغلاء الأسعار في اليمن تستمر بلا توقف، مدفوعة بعوامل مثل ضعف الرقابة على الأسواق وتدهور سعر الصرف، وبرغم موجات الغلاء السابقة، لا توجد بوادر لحلول جذرية. الخبراء يحذرون من أن غياب التدخل الفوري من السلطات سيؤدي إلى انهيار اقتصادي كامل في المحافظات الجنوبية.
تأثير الأزمة يمتد لكل زاوية في الحياة اليومية، إذ تضطر ربات البيوت لتغيير قوائم الطعام، وأصبح اللحم مادة للأعياد فقط، بينما الأطفال والعمال يعانون من تغييرات جذرية في النظام الغذائي، وسط تحذيرات من انهيار صحي واجتماعي. الفقراء يواجهون اليأس، والتجار يتساءلون: هل نسمح باستغلال الوضع أم نتعاطف مع الأزمة؟
العائلات تقف أمام واقع مرعب، أسعار مستمرة في الارتفاع، واحتياجات يومية تتزايد، والحلول بعيدة المنال، لتصبح المأساة كارثة حقيقية في عدن، مع موجة غلاء مدمرة تجتاح الأسواق وتدفع بالمواطنين إلى حافة الهاوية. السؤال الذي يواجه الجميع الآن: كم من الوقت يحتاج شعب ليعيش هذه المعاناة في صمت؟