في حدث يشد الأنظار والاهتمام، يقطع ضوء نجم سهيل 310 سنة ضوئية ليبشر المزارعين في الجزيرة العربية بموعد هام: قدوم الأمطار المنتظرة. يُعتبر هذا النجم الحاسم، الذي من المنتظر ظهوره يوم الجمعة 25 يوليو، رسولاً يراقبه الملايين بفارغ الصبر لحسم مواسمهم الزراعية.
كشف الفلكي اليمني البارز أحمد الجوبي أن نجم سهيل، أحد ألمع النجوم في السماء بدرجة حرارة سطحية تقدر بسبعة آلاف وخمسمائة درجة مئوية، سيظهر مجددًا في السماء معلناً بداية موسم الأمطار. وبهذا الصدد، قال الجوبي: "سهيل وأنا سهيل في ليلتي مائة سيل"، مشيراً إلى توقعاته بأمطار غزيرة في موسم تعتبر فيه الأوضاع الزراعية على المحك. ويحكي عبدالله المزارع قصته وهو يستعد: "في الموسم الماضي، ضاع ما زرعته بسبب الجفاف. هذه المرة، لن أترك شيئاً للصدفة."
منذ أقدم العصور، شكل نجم سهيل جزءًا لا يتجزأ من التقويم الفلكي التقليدي في شبه الجزيرة العربية، حيث استخدمه المزارعون كإشارة قوية للبدء في العمليات الزراعية. يعتمد الناس على هذا النجم المضيء للتنبؤ بتغيرات الأحوال الجوية، كما أن توقعات د. محمد الفلكي، المتخصص في جامعة صنعاء، تؤكد على أهمية سهيل كمؤشر مناخي. مثل بوصلة للملاحين القدماء، يبقى النجم هادياً يُرشد المزارعين عبر مسارات الطبيعة المتقلبة.
تنعكس التوقعات حول ظهور نجم سهيل على الحياة اليومية للسكان في المنطقة، حيث يتأهب المزارعون والمهتمون بمتابعة الأرصاد الجوية لتحضير منطقتهم لاستقبال موسم الأمطار بكافة تجلياته. السيناريو الأفضل يوحي بموسم زراعي وفير، بيد أن التحذيرات تشير إلى ضرورة الحذر وعدم الاعتماد الكلي على التقاليد التراثية، إذ يؤكد الخبراء على أهمية تحديث المعلومات بالأرصاد الحديثة. وفي الوقت الذي يترقب الجميع ظهور النجم، تتباين ردود الفعل بين معتدٍ بالتراث وداعٍ للتحديث والحداثة.
يختتم الفلكي اليمني أحمد الجوبي بالتأكيد على أن نجم سهيل مهمازٌ بين الماضي والحاضر، مشدداً على الحاجة إلى دمج معرفة الأجداد مع التطورات العلمية للحفاظ على تراثنا الغني. ترى، هل سيكون هذا النجم فاتحة خير ويبشر بموسم زراعي مثمر أم أن هناك منعطفات غير متوقعة في الطريق؟