حقق مشروع قطار الرياض إنجازاً استثنائياً بوصول عدد الركاب إلى 100 مليون في أقل من تسعة أشهر منذ بداية التشغيل التجاري في ديسمبر 2024، مما يعكس النجاح الكبير لهذا المشروع الحيوي في تلبية احتياجات النقل داخل العاصمة السعودية.
استطاع الخط الأزرق الممتد على محور طريق العليا أن يستحوذ على النصيب الأكبر من الاستخدام بواقع 46.5 مليون راكب، مُمثلاً تقريباً نصف إجمالي الركاب منذ انطلاق الخدمة. هذا الأداء المتميز للخط الأزرق يأتي نتيجة لربطه بين مناطق حيوية ومهمة في العاصمة، مما جعله الخيار الأمثل للكثير من المستخدمين في تنقلاتهم اليومية.
جاء الخط الأحمر في المرتبة الثانية بنقل 17 مليون راكب عبر محور طريق الملك عبد الله، بينما سجل الخط البرتقالي على طريق المدينة المنورة 12 مليون راكب. أما الخطوط الثلاثة المتبقية فقد نقلت مجتمعة 24.5 مليون راكب، مما يدل على التوزيع المتوازن للطلب على شبكة القطار بأكملها.

تميز أداء قطار الرياض بتحقيق نسبة انتظام تشغيل عالية جداً وصلت إلى 99.78% منذ اليوم الأول للتشغيل، وهو رقم يضع المشروع في مصاف أفضل أنظمة النقل العالمية من حيث الموثوقية والكفاءة التشغيلية. هذا المستوى العالي من الانتظام ساهم بشكل كبير في بناء ثقة المستخدمين وتشجيعهم على الاعتماد على القطار كوسيلة نقل أساسية.
برزت أربع محطات رئيسية كأكثر المحطات استخداماً، وهي محطات قصر الحكم والمركز المالي وstc والمتحف الوطني، حيث استحوذت هذه المحطات على أكثر من 29% من إجمالي عدد الركاب. يُعزى هذا الإقبال الكثيف إلى كون هذه المحطات نقاط تحويل مهمة تربط بين أكثر من خط من خطوط القطار، مما يجعلها محاور أساسية في رحلات التنقل داخل المدينة.
"اختصر علي أمور كثيرة" …
بهذه العبارة عبّر الراكب رقم 100 مليون مساعد العبيد، عن تجربته مع قطار الرياض.
رحلة عادية تحولت إلى محطة استثنائية في قصتنا، خلال 9 أشهر فقط!
— النقل العام لمدينة الرياض (@RiyadhTransport) August 25, 2025
لا يقتصر نجاح قطار الرياض على نقل الركاب فحسب، بل يتكامل مع منظومة نقل شاملة تضم شبكة واسعة من الحافلات العامة والحافلات تحت الطلب، إضافة إلى مواقف النقل العام المتطورة. هذا التكامل يوفر للمستخدمين تجربة تنقل سلسة ومتصلة تبدأ من لحظة مغادرتهم منازلهم وحتى وصولهم إلى وجهاتهم النهائية دون عناء أو تعقيد.
يمتد مشروع قطار الرياض عبر ست مسارات بألوان مختلفة (الأزرق والأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والبنفسجي) بطول إجمالي يبلغ 176 كيلومتراً، ويخدم 85 محطة منها أربع محطات رئيسية تمثل نقاط التقاء المسارات المختلفة. هذه الشبكة الواسعة تغطي معظم أنحاء العاصمة وتربط بين المناطق السكنية والتجارية والحكومية الرئيسية.
إن وصول عدد ركاب قطار الرياض إلى 100 مليون راكب في هذه الفترة الزمنية القصيرة يعكس التحول الجذري في ثقافة التنقل داخل العاصمة السعودية، ويؤكد نجاح الاستثمار الضخم البالغ 22.5 مليار دولار في تطوير البنية التحتية للنقل العام. كما يسهم هذا المشروع في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 من خلال تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة وخفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الحياة في المدينة، مما يضع الرياض في مصاف المدن العالمية المتقدمة في مجال النقل المستدام.