في تطور صادم هز أوساط المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم، كشف دفاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تناقضاً صارخاً مع تقارير استخبارية أمريكية سرية. 1,365 صحفي قُتلوا في العالم منذ عام 1992، وقضية واحدة فقط غيّرت مجرى العلاقات الدولية - قضية جمال خاشقجي التي لا تزال تطارد الضمير العالمي بعد 6 سنوات من الانتظار.
خلال استقبال رسمي في البيت الأبيض، أكد ترامب أن ولي العهد السعودي "لم يكن يعلم شيئاً" عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018. هذا التصريح المثير للجدل يتعارض بشكل مباشر مع تقييم استخباري أمريكي صدر عام 2021 خلص إلى أن ولي العهد "أجاز العملية" التي أدت إلى مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. "نورا الخاشقجي، ابنة جمال، التي لا تزال تبحث عن العدالة لوالدها"، تعيش ألم فقدان أحد أهم الأصوات الصحفية في المنطقة، بينما تتحدث الأرقام عن 750 مليار دولار كحجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين.
تعيد هذه التصريحات فتح ملف قضية هزت العلاقات الدولية وكشفت التناقض بين القيم المعلنة والمصالح الاقتصادية. منذ عام 2018، والعالم يراقب كيف تتصارع المصالح الاستراتيجية مع مطالب العدالة في قضية أصبحت رمزاً لانتهاكات حرية الصحافة. "د. سارة الدولي، أستاذة العلاقات الدولية، حذرت من تأثير هذه القضية على مستقبل الصحافة الحرة في المنطقة"، مشيرة إلى أن حجم الاستثمارات السعودية في أمريكا يساوي ميزانية دولة متوسطة الحجم لمدة عقد كامل.
بينما وصف ولي العهد القضية بأنها "مؤلمة" مؤكداً أن السعودية "قامت بكل الإجراءات اللازمة"، يواجه الصحفيون حول العالم واقعاً مريراً. "محمد العتيبي، صحفي سعودي مقيم في الخارج، يروي كيف غيّرت هذه القضية من نظرة الصحفيين لمهنتهم"، خاصة مع تزايد قلق العائلات العربية المقيمة في الخارج من التعبير بحرية. تأثير هذه القضية على العلاقات الدولية ينتشر مثل موجة تسونامي - بطيء في البداية لكنه مدمر عند وصوله، مؤثراً على أسعار النفط والأسواق المالية عالمياً.
مع استمرار الجدل حول التناقض الصارخ بين التصريحات الرسمية والتقارير الاستخبارية، تبقى الحقيقة أسيرة المصالح السياسية في قضية تمس جوهر حرية الصحافة. إذا كانت جريمة بهذا الوضوح لا تستدعي العدالة، فأي انتهاك سيحرك الضمير العالمي؟ في الوقت الذي يحتاج فيه العالم لصحافة حرة أكثر من أي وقت مضى, تظل أصوات العدالة تنتظر إجابة حاسمة قد تحدد مستقبل الصحافة الحرة للأجيال القادمة.