في تطور دراماتيكي هز الأوساط الدبلوماسية، كشف إبراهيم الماضي النقاب عن الدور السري الحاسم الذي لعبته إدارة ترامب في إطلاق سراح والده المسن بعد 1460 يوماً من الاعتقال المروع في السجون السعودية. الرجل البالغ من العمر 75 عاماً، الذي سُجن بسبب تغريدات انتقادية فقط، عاد أخيراً لأحضان عائلته في مشهد مؤثر بمطار فيلادلفيا، لكن السؤال الذي يحير الجميع: ما الثمن الحقيقي لهذه الحرية؟
وفي لحظات مفعمة بالدموع والفرح، روى إبراهيم الماضي لشبكة CNN تفاصيل صادمة عن العملية السرية: "لولا الرئيس ترامب لما أُطلق سراح والدي". الكشف جاء بالتزامن المثير للريبة مع استضافة ترامب لولي العهد السعودي في مؤتمر استثماري ضخم بواشنطن. أبو إبراهيم، الجد الذي فاته رؤية أحفاده ينمون لأربع سنوات كاملة، خرج من الطائرة وهو يرتجف من الإرهاق والارتياح، بينما انتظرته عائلة لم تتوقف عن الصلاة طيلة 1460 ليلة مؤلمة.
القصة بدأت عام 2022 عندما حُكم على سعد إبراهيم الماضي، المواطن الأمريكي-السعودي، بالسجن 16 عاماً بتهمة انتقاد الحكومة السعودية عبر تغريدات على تويتر. مثل حالات تبادل الأسرى في الحرب الباردة، جرت مفاوضات سرية معقدة خلف الكواليس، شملت ضغوطاً دبلوماسية مكثفة وحملة إعلامية منظمة قادها ابنه المكافح إبراهيم. الخبراء يؤكدون أن هذا الإفراج "المتزامن تماماً" مع زيارة ولي العهد ليس مجرد صدفة، بل جزء من صفقة أوسع قد تشمل تنازلات أمريكية لم تُكشف بعد.
التأثير على المجتمع العربي الأمريكي كان عميقاً ومؤلماً. مئات العائلات ذات الجنسية المزدوجة تعيش الآن في قلق دائم من السفر، خاصة بعد أن أصبحت التغريدات البسيطة قضية أمن قومي. أم إبراهيم، زوجة المحتجز السابق، كانت تبكي كل ليلة خوفاً من عدم رؤية زوجها مرة أخرى، بينما فقد الأحفاد أجمل سنوات طفولتهم دون جدهم. النتائج المتوقعة تشمل ضغطاً متزايداً لإطلاق باقي المحتجزين الأمريكيين، ومراجعة شاملة للسياسات الحكومية لحماية المواطنين المزدوجي الجنسية، لكن السؤال الأكبر: هل ستستخدم هذه القضايا كأوراق ضغط مستقبلية؟
هذا النجاح الدبلوماسي النادر أعاد رجلاً مسناً لأحضان عائلته بعد 4 سنوات من المعاناة، لكنه فتح ملفاً أكبر حول مصير عشرات المحتجزين الآخرين الذين ما زالوا ينتظرون العدالة. العائلات تطالب بضغط مستمر من الحكومة الأمريكية لضمان حماية أفضل لمواطنيها، بينما تبقى الأسئلة معلقة حول الصفقات السرية وثمن الحرية الحقيقي. كم من الآباء والأجداد ما زالوا ينتظرون العودة لأحفادهم في زنزانات حول العالم؟
