في إنجاز يهز أركان عالم الطاقة، تسجل السعودية رقماً قياسياً صادماً بإنتاج 15 جيجاواط من الطاقة المتجددة خلال أسبوع واحد فقط - قوة كافية لإنارة نصف دول الشرق الأوسط مجتمعة! بينما تتصارع أوروبا وتنفق مليارات الدولارات لخفض تكلفة الهيدروجين الأخضر، تنجح المملكة في إنتاج الأرخص عالمياً بفارق مذهل يصل إلى 40%. الخبراء يحذرون: ثورة الطاقة تحدث الآن، والمتأخرون عن هذا القطار سيخسرون مستقبلهم الاقتصادي إلى الأبد.
تحطم مشروعات الهيدروجين السعودية كل التوقعات بمشروع نيوم العملاق الذي يبتلع 18 مليار ريال في أكبر منشآت إنتاج الهيدروجين الأخضر على وجه الأرض. د. سارة المهندسة، رائدة الأعمال التي حققت ثروة من الاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة، تصف المشهد: "نشهد مولد عملاق جديد يعيد تشكيل خريطة الطاقة العالمية. ما تحققه السعودية في شهور، تحتاج أوروبا لسنوات لتحقيقه". وسط بحر لامع من الألواح الشمسية يمتد إلى الأفق، تتلألأ مدينة نيوم بالضوء الأخضر الذي يبشر بمستقبل طاقة لا ينضب.
الأسرار خلف هذا التفوق السعودي تكمن في مزايا طبيعية فريدة: مساحات صحراوية شاسعة تفوق مساحة سنغافورة بالكامل مخصصة للطاقة الشمسية، وانخفاض مذهل في تكلفة الإنتاج بفضل التشريعات الداعمة والاستثمارات الضخمة. كما غيّر اكتشاف النفط وجه المنطقة في القرن العشرين، يعيد الهيدروجين الأخضر كتابة قواعد اللعبة لصالح المملكة. خبراء الطاقة الدوليون يتوقعون هيمنة سعودية على 40% من سوق الهيدروجين الآسيوي خلال العقد القادم، بينما تراقب أوروبا بقلق متزايد هذا التطور الذي يهدد احتكارها التقني.
التأثير على حياتنا اليومية بدأ يظهر بوضوح: آلاف الوظائف الجديدة في قطاعات الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، وتوقعات بانخفاض فواتير الكهرباء للمواطنين بنسبة تصل إلى 30% خلال العامين القادمين. أحمد المقاول الذي يعمل في مشروعات نيوم يصف إحساسه: "نشهد تاريخاً يُكتب أمام أعيننا. كل يوم نرى إنجازاً جديداً يجعلني فخوراً بأنني جزء من هذه الثورة". المدن الذكية التي تعتمد كلياً على الطاقة النظيفة لم تعد حلماً بعيداً، بل واقع قريب يغير مفهوم العيش المستدام إلى الأبد.
بينما تصل استثمارات المملكة في الهيدروجين الأخضر إلى أرقام فلكية تعادل الناتج المحلي الإجمالي لدولة كاملة، يتسابق المستثمرون العالميون لضمان حصتهم من هذه الكعكة الذهبية قبل فوات الأوان. التحول من عصر النفط إلى عصر الهيدروجين لم يعد مجرد توقع، بل أصبح حقيقة تعيشها السعودية اليوم. هل ستكون جزءاً من ثورة الطاقة هذه وتستثمر في مستقبل أخضر مضمون... أم ستشاهد القطار ينطلق بدونك؟