تشهد محافظات يمنية عدة تفاقماً في سلسلة من الأزمات الخدمية والاقتصادية التي تضرب الحياة اليومية للمواطنين، من استمرار ارتفاع أسعار المطاعم في عدن رغم تحسن العملة المحلية، إلى أزمة مياه خانقة تدخل أسبوعها الثالث في المكلا، وصولاً إلى هدر كميات ضخمة من مياه السيول في الحديدة.
تواصل المطاعم في عدن فرض أسعار مرتفعة على الوجبات رغم التحسن النسبي في سعر صرف الريال اليمني، حيث كشفت فاتورة مطعم شهير بتاريخ 22 أغسطس عن وصول سعر وجبة أرز برياني باللحم إلى 15728 ريالاً يمنياً، مما أثار استياءً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجه المواطنون انتقادات حادة لوزارة الصناعة والتجارة والجهات الرقابية بسبب عدم إلزام المطاعم بتخفيض أسعارها بما يتماشى مع تحسن الأوضاع الاقتصادية، فيما دعا ناشطون إلى تقديم شكاوى رسمية للضغط على التجار وفرض رقابة أكثر صرامة على السوق.
في المقابل، أصدرت وزارة الصناعة والتجارة تسعيرة جديدة مخفضة للوجبات الأساسية في المطاعم السياحية بعدن، حيث انخفض سعر نفر اللحم من 18 ألف ريال إلى 10 آلاف ريال، وحبة الدجاج من 12 ألف ريال إلى 5500 ريال، مع التأكيد على إمكانية المزيد من التخفيضات كلما انخفضت أسعار السلع في السوق.
وبعيداً عن أزمة الأسعار، تواجه مدينة المكلا في حضرموت أزمة مياه خانقة دخلت أسبوعها الثالث دون حلول جذرية من السلطات المحلية أو مؤسسة المياه. يضطر السكان لشراء صهاريج المياه بأسعار مرتفعة تفوق قدرتهم المعيشية، وسط اتهامات للإدارة المحلية الموالية للمجلس الانتقالي بالفشل في تقديم أبسط الخدمات الأساسية.
تزامناً مع ذلك، تشهد محافظة الحديدة هدراً كبيراً في الموارد المائية، حيث تتدفق كميات ضخمة من مياه السيول عبر وادي عجي وصولاً إلى البحر الأحمر دون الاستفادة منها. أعرب المزارعون والسكان المحليون عن استيائهم من ضياع هذا المصدر المهم في ظل غياب الحواجز المائية والسدود الصغيرة أو القنوات التي يمكن أن تحوّل هذه المياه لري الأراضي الزراعية التي تعاني من شح الموارد وتراجع الإنتاج.