شهدت العاصمة المؤقتة عدن الثلاثاء، أزمة حادة، وطوابير طويلة أمام الأفران الخاصة ببيع الخبز، بعدما أوصدت معظم المخابز أبوابها في وجه المواطنين نتيجة انهيار العملة الوطنية والارتفاع الجنوني في أسعار مادة القمح (الدقيق) والغاز المنزلي.
وقال سكان محليون أن عدداً كبيراً من معامل صنع الخبز في المدينة الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي أقفلت أبوابها، فيما شهدت المحلات القليلة التي ظلت مفتوحة تزاحما شديدا وطوابير طويلة من المواطنين الراغبين بشراء الخبز (الروتي).
وأشار السكان المحليين إلى أن أسعار الخبز تضاعفت بنسبة 150 بالمائة منذ ساعات الصباح الباكر، إذ وصل سعر (القرص الروتي) الواحد إلى خمسين ريالا مقارنة بعشرين ريال في الأيام السابقة وفقا لوكالة ديبريفير.
وتسبب التدني القياسي في قيمة الريال اليمني، بارتفاع مخيف في أسعار السلع والمنتجات الأساسية، حيث وصل سعر الكيس القمح وزن 50 كجم إلى 21 ألف ريال، بينما تعاني العاصمة المؤقتة أزمة شديدة في مادة الغاز المنزلي والتي تصل قيمة الأسطوانة إلى 7 آلاف ريال.
وفي مدينة تعز جنوب غربي اليمن، نفذت مخابز المدينة، الثلاثاء، إضراباً عن العمل احتجاجاً على ارتفاع أسعار الدقيق بسبب الانهيار الكبير للعملة المحلية.
ويصر أصحاب المخابز في تعز على رفع أسعار رغيف الخبز الواحد من 25 إلى 30 ريالاً، في حين يشتكي السكان من صغر حجم الرغيف بصورة لافتة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، سجل الريال اليمني في عدن والمناطق الخاضعة لسلطة الشرعية انخفاضا شديدا هو الأسوأ منذ بدء الحرب في مارس 2015،حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي الواحد حاجز التسعمائة ريال.
وحتى الآن؛ ماتزال السلطات الاقتصادية التابعة للحكومة الشرعية وفي مقدمتها المصرف المركزي اليمني، عاجزة عن اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لهذا الانهيار المتسارع في قيمة العملة الوطنية.
ويرى بعض المراقبون، أن استمرار هذا التدهور المخيف سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية السيئة لدى المواطنين، ما قد يعجل باندلاع ثورة جياع عارمة ضد جميع القوى المتصارعة على السلطة والنفوذ في البلد الذي بات أكثر من ثلثي سكانه معرضين لخطر المجاعة، بحسب التقارير الدولية.