قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأربعاء، إنها غير مسؤولة عن تحديد أسباب الوفاة وتوثيق بيانات المتوفين وخصائص جثث مجهولي الهوية، وذلك بعد مطالبات وجهها مسؤولون وناشطون عقب مشاركتها الحوثيين، في دفن جثث مجهولي الهوية خلال الأيام الماضية.
وأضافت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب في اليمن يارا خواجة في سلسلة تغريدات على "تويتر"، أن اللجنة دعمت في أغسطس 2019 إنشاء لجنتين وطنيتين لدعم وتطوير الكفاءات في مجال الطب الشرعي في صنعاء وعدن، لضمان الدفن الكريم المؤقت لجثث مجهولة الهوية مع اتباع إجراءات التوثيق الملائمة التي تسمح لأهاليهم بمعرفة مصيرهم والتمكن من اجراء مراسم دفن كريمة وملائمة لهم متى ما أمكن ذلك.
وأشارت إلى أن اللجنة تدعم السلطات المعنية من خلال القيام بعقد تدريبات فنية في مجال الإدارة السليمة والكريمة للموتى وتتبرع بالمعدات اللازمة وتسهل لوجستياً الدفن المؤقت للجثث مجهولة الهوية بطريقة تحفظ بياناتها وخصائصها وأماكن دفنها.
وأكدت خواجة أن اللجنة حثت السلطات على القيام بواجبها القانوني والإنساني في تطبيق إجراءات التوثيق المناسبة والتخزين المناسب للبيانات والحفاظ على الرفات البشرية بطريقة كريمة وملائمة.
ولفتت إلى أن اللجنتين نفذتا حتى الآن هذا النشاط واتباع الإجراءات الملائمة في كل من عدن والحديدة وصنعاء وذمار. وأردفت خواجة قائلة : "تنوه اللجنة الدولية أن مسؤولية تحديد سبب الوفاة وتوثيق بيانات ما بعد الوفاة والدفن المؤقت الملائم الذي يحفظ كرامة وخصائص الجثث والتسليم إلى العائلات عندما يكون ذلك ممكنا هي مسؤولية السلطات المعنية وفقا للقوانين المحلية والدولية ذات العلاقة، وليس ضمن نطاق عمل اللجنة الدولية أو طاقتها أو صلاحيتها الإطلاع على كل هذه البيانات وتحمل هكذا مسؤولية".
وأوضحت أن اللجنة ومن خلال دعمها لكافة السلطات المعنية في كافة أرجاء البلاد تأمل أن تحول هذه الإجراءات دون انتهاء المطاف ببعض الأشخاص كمفقودين يصعب تحديد هوياتهم في المستقبل، وأن تساعد في إعادة الرفات البشرية لهولاء الموتى لذويهم في المستقبل.
وأثار إعلان جماعة الحوثي، الإثنين الماضي، شروعها في دفن الجثث مجهولة الهوية بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، انتقادات واتهامات للصليب بالتعاون مع الجماعة لإخفاء جرائمها، ومطالبات بتحديد أسباب الوفيات وحفظ البيانات.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان، ماجد فضائل في تغريدة على "تويتر"،إنه "يجب على الصليب الأحمر القيام بواجبه في تثبيت سبب الوفاة وفحصها وحفظ ملف كل جثة للعودة إليها لاحقاً"، مشدداً على أنه "ليس من واجب الصليب الأحمر مجرد التعاون مع الحوثيين لإخفاء جريمتهم".
وأضاف فضائل "لا أستبعد أن تكون هذه الجثث لمختطفين مدنيين قتلوا تحت التعذيب وشوهوا بحيث يصعب التعرف عليهم لذا تم دفنهم تحت حجج أنهم مجهولين كذباً".
وقالت جماعة الحوثيين إن الجثث كانت محفوظة في ثلاجات المستشفيات منذ ما يزيد عن خمس سنوات كان قد تعذر استكمال إجراءات دفنها بسبب اندلاع الحرب في البلاد.
ووفقاً لوكالة "سبأ" بنسختها في صنعاء، فقد بدأت النيابة العامة الخاضعة للحوثيين "عملية دفن الجثث المجهولة مطلع العام الجاري والتي يصل عددها إلى 715 جثة، دُفنت منها 232 جثة في أمانة العاصمة ومحافظتي ذمار والحديدة".