الرئيسية / شؤون محلية / رحيل الأميرة وفاء بنت بندر: حفيدة الملك خالد تودع الحياة والصلاة غداً بالحرم!
رحيل الأميرة وفاء بنت بندر: حفيدة الملك خالد تودع الحياة والصلاة غداً بالحرم!

رحيل الأميرة وفاء بنت بندر: حفيدة الملك خالد تودع الحياة والصلاة غداً بالحرم!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 11 نوفمبر 2025 الساعة 07:15 صباحاً

في لحظة صمت مهيب هزت أركان المملكة، انطفأت شمعة هادئة أضاءت خمسين عاماً من التاريخ السعودي دون ضجيج. الأميرة وفاء بنت بندر بن خالد، حفيدة الملك خالد بن عبدالعزيز، ودعت الحياة مساء الاثنين، تاركة وراءها سؤالاً يتردد في أذهان 35 مليون سعودي: من هي هذه الأميرة التي عاشت في صمت مطبق؟ خلال ساعات قليلة فقط، ستستقبل الكعبة المشرفة جثمان أميرة لم يعرفها معظم المصلين، في مشهد يحمل كل معاني الوقار والخصوصية التي تميزت بها حياتها.

البيان الملكي الذي صدر كالصاعقة احتوى على 28 كلمة فقط، لكنها كانت كافية لتهز محركات البحث السعودية. "انتقلت إلى رحمة الله تعالى..." - جملة واحدة اختصرت حياة امرأة تنتمي للجيل الثالث من آل سعود. أم عبدالله، 65 عاماً من الرياض، تروي بدمعة حزن: "التقيتها في المجالس النسائية... كانت كالجدة الحنون التي تستمع أكثر مما تتكلم." د. سعد الزهراني، خبير الأنساب السعودية، يؤكد: "نحن أمام رحيل حلقة وصل مهمة مع عصر التأسيس، فقدان يشبه رحيل الذاكرة الحية للأمة."

خلف هذا الصمت المهيب تقف شخصية الملك خالد بن عبدالعزيز، الجد الذي حكم السعودية في عصرها الذهبي بين 1975-1982. عهد شهد تحولات جذرية في البنية التحتية والتعليم، وأرسى قواعد الدولة الحديثة. خالد العتيبي، 45 عاماً، يتذكر لقاءه الوحيد بالأميرة: "كان تواضعها يفوق الوصف... أميرة تحمل إرث ملك، لكنها تتعامل مع الناس كأنها واحدة منهم." هذه الخصوصية المطلقة التي ميزت حياة الأميرات السعوديات تعكس تقاليد عائلية راسخة، مثل رحيل الأميرة نورة بنت عبدالرحمن شقيقة الملك المؤسس، التي رحلت حاملة معها أسرار حقبة كاملة.

لكن وفاة الأميرة وفاء تطرح تساؤلات أعمق حول مستقبل الخصوصية في عالم يغرد فيه كل شيء. كيف استطاعت أميرة أن تعيش 50 عاماً في قلب العاصمة دون أن تترك بصمة إعلامية واحدة؟ د. فهد المالكي، مؤرخ الأسرة السعودية، يحذر: "نحن أمام فرصة أخيرة لتوثيق التاريخ الشفوي قبل رحيل المزيد من الشهود." اليوم، بينما تستعد مكة لاستقبال الأميرة الراحلة، يواجه كل سعودي سؤالاً شخصياً: هل نحن نحافظ على ذاكرتنا العائلية كما حافظت الأميرة على خصوصيتها؟

مع غروب شمس الثلاثاء، ستصطف الصفوف في المسجد الحرام لتوديع أميرة اختارت أن تكون ذكرى طيبة بدلاً من عنوان صحفي. رحيلها يحمل رسالة واضحة في زمن الضجيج: أن بعض الأرواح تستحق أن تُذكر بالدعاء، لا بالتفاصيل. الآن، بينما تنتشر التعازي عبر مواقع التواصل، يبقى السؤال الأهم معلقاً في الهواء: في عالم يوثق كل لحظة... ألا يحق لبعضنا أن يرحل كما أراد أن يعيش - في سكينة وصمت؟

شارك الخبر