حفاوة استقبال الاهل في المملكة العربية السعودية لشابين أردنيين تفوق الوصف
في رحلة استثنائية تلهم الجميع وتعيد إحياء أمجاد الماضي، انطلقت صباح اليوم من قصر الملك المؤسس عبدالله الأول في محافظة معان، رحلة الشابين الأردنيين حمزة وعبدالله الجازي الحويطات متجهين إلى الديار المقدسة وعلى ظهور الإبل لتكريمًا للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال. في زمن التكنولوجيا، يختار الشابان إحياء تراث الأجداد بالسير عبر الصحراء الحارقة لمسافة 1200 كيلومتر، في ملحمة وفاء وصمود.
تفاصيل الرحلة تحمل رمزية تاريخية قوية، حيث تنطلق المغامرة من المعان، نقطة البداية للدولة الأردنية بقيادة الملك المؤسس. وقال الشابان إن هذه المبادرة تهدف لتعزيز روابط الانتماء والولاء للقيادة الهاشمية. 'هذه الرحلة تجسيد للولاء والانتماء للقيادة الهاشمية'، بحسب تصريح أحد الشابين.
يشهد على هذه الملحمة الصحراوية الحاج محمد الحويطي، وهو يمسح دموع الفخر من عينيه، وأم حمزة الجازي التي ودعت ابنها بكلمات يملؤها الفخر الممزوج بالقلق. الأصوات المحملة بنسمات الدعاء والتلبية تملأ الأجواء، وترافقها مشاهد بصرية ساحرة لغروب الشمس على ظهور الإبل.
تعيد هذه الرحلة ذكريات طرق الحج القديمة وتقاليد الأجداد البدوية. حيث توقع الخبراء أن تلهم الرحلة مبادرات مشابهة وتأثيرًا إيجابيًا في تعزيز التراث في المستقبل. يقول د. أحمد التراثي، أستاذ التاريخ: 'هذه الرحلة تعيد إحياء طرق حج الأجداد وتجديد ارتباطنا بتاريخنا'.
تجلب هذه المبادرة معها فرصة لتعزيز الهوية والروابط الثقافية. لكن، يظل التحدي في مواجهة الظروف الجغرافية والتحديات اللوجستية. ومع ذلك، فإن الإصرار والعزيمة يرفعان من قيمة هذه المغامرة.
بينما يحتضن الحرمين الشريفين الشابين وسط استقبال حافل وإعجاب كبير، يبقى السؤال: هل سنشهد عودة حقيقية لقيم الأجداد في زمن التكنولوجيا؟
