في تطور مطمئن وإن كان مثيراً للتأمل، رصدت أنظمة المراقبة السعودية المتطورة صباح اليوم زلزالاً بقوة 4.16 درجة على مقياس ريختر ضرب منطقة الخليج العربي، بطاقة تعادل انفجار أكثر من ألف طن من المتفجرات. الحدث المذهل أن هذه الطاقة الهائلة انتشرت تحت مياه الخليج دون أن يشعر بها أي شخص داخل المملكة، مما يؤكد كفاءة الموقع الجغرافي ومتانة البنية التحتية السعودية.
وفي تمام الساعة 15:22:10 من يوم الإثنين الموافق 10 نوفمبر 2025، سجلت الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية هذا النشاط الجيولوجي بدقة متناهية. أحمد العتيبي، موظف في الرياض، يعبر عن مشاعر الكثيرين قائلاً: "لم أشعر بشيء إطلاقاً، لكن معرفة حدوث زلزال قريب تجعلني أدرك أهمية الاستعداد". هذا الرصد الفوري والدقيق يعكس التطور التقني الملحوظ في أنظمة المراقبة الجيولوجية بالمملكة.
ويأتي هذا الحدث في سياق النشاط الجيولوجي الطبيعي لمنطقة الخليج العربي، حيث تتفاعل الصفيحة العربية مع الصفيحة الإيرانية في حركة مستمرة عبر ملايين السنين. د. محمد الجهني، خبير الزلازل، يوضح: "هذا تذكير طبيعي بأن الأرض تحتنا في حركة دائمة، لكن أنظمة الرصد الحديثة تمكننا من فهم هذه الظواهر بدقة لم تكن ممكنة من قبل". المقارنة مع زلزال العقبة عام 1995 الذي بلغت قوته 7.2 درجة وشُعر به في ستة دول، تظهر أن زلزال اليوم كان محدود التأثير رغم قوته المعتبرة.
وبينما يؤكد الخبراء أن عدم الشعور بالهزة داخل المملكة يعكس البُعد الآمن والخصائص الجيولوجية المميزة للمنطقة، فإن الحدث يفتح المجال أمام تساؤلات مهمة حول الاستعداد للمستقبل. الاستثمار في تقنيات الإنذار المبكر والمباني المقاومة للزلازل يشهد نمواً متزايداً في دول الخليج. كما يسلط الضوء على أهمية إعداد خطط طوارئ عائلية، حيث تنصح الجهات المختصة كل أسرة بإعداد حقيبة طوارئ وتعلم إجراءات السلامة الأساسية.
وتؤكد هيئة المساحة الجيولوجية السعودية استمرار المراقبة الدقيقة لأي نشاط زلزالي في المنطقة، مع التزامها بإعلام المواطنين فورياً بأي تطورات. هذا الحدث، وإن كان مطمئناً في نتائجه، يطرح سؤالاً جوهرياً: هل نحن مستعدون بما فيه الكفاية لمواجهة نشاط جيولوجي أقوى في المستقبل؟ الإجابة تكمن في استمرار تطوير أنظمة المراقبة والاستثمار في ثقافة الاستعداد والوقاية.