في تطور مذهل هز الأوساط التعليمية والكشفية في المملكة، سحقت المنطقة الشرقية جميع التوقعات وحصدت 85% من الجوائز الذهبية في مسابقة رسل السلام للتميز الكشفي 2025، محققة أكبر انتصار في تاريخ المسابقات الكشفية الوطنية. عندما تحدى 40 كشافاً من الشرقية 260 منافساً من 15 منطقة أخرى... فقد سحقوهم جميعاً بلا رحمة، في لحظات تاريخية لن تتكرر قريباً.
وسط صيحات الفرح والتهليل التي اجتاحت مدينة الملك فهد الكشفية، انهمرت الأوسمة الذهبية على كشافة الشرقية كالمطر الذهبي - 17 وساماً ذهبياً و3 فضية ودرعان ذهبيان في إنجاز يفوق كل التوقعات بنسبة 340% عن المتوسط المتوقع. فاطمة الغامدي، قائدة فريق البنات، لم تستطع كتم دموعها وهي تهتف: "حققنا حلم حياتنا... هذا إنجاز أسطوري!" بينما كان أحمد المحمدي، كشاف من الرياض، يراقب بخيبة أمل وهو يرى أحلام سنوات تتبخر أمام الإعصار الذهبي القادم من الشرقية.
وخلف هذا الانتصار الساحق قصة إعداد استثنائية بدأت منذ شهور، حيث كشف د. محمد الشهري، خبير الأنشطة الكشفية: "سر نجاح الشرقية يكمن في التدريب المبكر والانتقاء الدقيق للمواهب". هذا النجاح ليس مجرد صدفة، بل تتويج لاستثمارات ضخمة في برامج التدريب المتطورة ودعم قيادي لا محدود. إنجاز يذكرنا بانتصارات المنتخب السعودي في كأس العالم، حين فاجأ العالم وحقق المستحيل أمام عمالقة كرة القدم.
لكن ما معنى هذا الزلزال الذهبي لعائلتك ولأطفالك؟ سارة القحطاني، والدة أحد المشاركين، لم تخف دموع الفخر: "ابني الآن مختلف... واثق، قائد، يحمل وساماً ذهبياً وحلماً أكبر". المتوقع أن يشهد الأسابيع القادمة طوفاناً من طلبات الالتحاق بالأنشطة الكشفية في جميع أنحاء المملكة، بينما تعيش المناطق الأخرى حالة من المراجعة العاجلة لاستراتيجياتها. الخطر الحقيقي؟ قد تتسع الفجوة أكثر إذا لم تتحرك المناطق الأخرى سريعاً لمجاراة هذا المعيار الجديد.
هذا الإنجاز التاريخي يطرح تساؤلاً محورياً حول مستقبل التنافس الكشفي في المملكة، فبـ17 وساماً ذهبياً من أصل 20 تقريباً، رفعت الشرقية السقف إلى مستوى قد يكون مستحيل المنال للمناطق الأخرى. السؤال الآن: هل ستبقى المنطقة الشرقية الملك الوحيد للأنشطة الكشفية، أم ستنهض المناطق الأخرى للتحدي وتقديم منافسة حقيقية في المسابقات القادمة؟
