الرئيسية / شؤون محلية / شاهد: كيف تحول صندوق الأمير سلطان التنموي للشباب السعودي من أحلام للاحتراف المؤسسي؟
شاهد: كيف تحول صندوق الأمير سلطان التنموي للشباب السعودي من أحلام للاحتراف المؤسسي؟

شاهد: كيف تحول صندوق الأمير سلطان التنموي للشباب السعودي من أحلام للاحتراف المؤسسي؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 11 نوفمبر 2025 الساعة 05:15 صباحاً

في تطور نوعي يعكس حرص القيادة السعودية على بناء جيل جديد من المحترفين، يواجه قطاع الإعلام والاتصال المؤسسي في المنطقة الشرقية نقصاً حاداً يصل إلى 40% في الكوادر المؤهلة، بينما ينمو القطاع بوتيرة متسارعة تتجاوز 25% سنوياً. هذه الفجوة الكبيرة دفعت صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز التنموي لإطلاق برنامج "الاحتراف المؤسسي" الثوري، الذي يَعِد بتحويل الشباب السعودي إلى خبراء إعلام محترفين في أشهر معدودة.

في لقاء رسمي رفيع المستوى، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، الرئيس التنفيذي للصندوق حسن بن علي الجاسر، الذي قدم عرضاً شاملاً عن البرنامج الطموح. "هذه فرصة العمر لتعلم أحدث تقنيات الإعلام المؤسسي"، يقول محمد الزهراني، 28 عاماً، أحد المتدربين في البرنامج، والذي يصف تجربته بأنها "كمعمل لصناعة المواهب الإعلامية، ينتج كوادر جاهزة للعمل مباشرة". البرنامج شمل سلسلة من الورش التدريبية المتقدمة في إدارة الاتصال المؤسسي، وبناء الاستراتيجيات الإعلامية، وصناعة المحتوى الرقمي.

يأتي هذا البرنامج كجزء من رؤية السعودية 2030 الطموحة لتطوير الموارد البشرية، حيث تشهد المملكة نهضة إعلامية حقيقية تتطلب كوادر متخصصة قادرة على مواجهة تحديات البيئة الإعلامية المعاصرة. د. فاطمة العتيبي، أستاذة الإعلام، تؤكد أن "البرنامج يسد فجوة حقيقية في سوق العمل السعودي، ويوازي في أهميته إنشاء أول كليات الإعلام في المملكة قبل عقود". الشراكة الاستراتيجية مع شركة الرميح القابضة تضمن تطبيق أحدث الممارسات العالمية، بينما يشهد المتدربون تجربة تعليمية غامرة في قاعات مجهزة بأحدث التقنيات التفاعلية.

التأثير الحقيقي لهذا البرنامج سيمتد إلى حياة المواطنين اليومية، حيث سيشهدون تحسناً ملموساً في جودة الخدمات الإعلامية والتواصل المؤسسي. نورا السلمي، التي حصلت على وظيفة مرموقة بعد تخرجها من البرنامج، تشارك قصة نجاحها: "غيّر مساري المهني تماماً، وأصبحت قادرة على التنافس مع أفضل الخبرات الدولية". سعد المطيري، مدير علاقات عامة، يضيف بحماس: "نحتاج لهذا النوع من التدريب المتخصص في شركاتنا، والطلب على هؤلاء الخريجين سيكون هائلاً". الفرص الوظيفية تتزايد بشكل مستمر، والمؤشرات تشير إلى طلب دولي متنام على الخبرات السعودية المدربة في هذا المجال.

بينما تستمر المملكة في ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للإعلام والاتصال، يقف هذا البرنامج كشاهد على التزام القيادة بالاستثمار في أغلى ما تملكه الأمة: شبابها الطموح. الفرصة الآن متاحة للانضمام إلى نخبة الجيل القادم من الإعلاميين المحترفين، لكن المقاعد محدودة والطلب متزايد. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون من رواد المستقبل الإعلامي للمملكة، أم ستكتفي بمشاهدة الآخرين وهم يصنعون التاريخ؟

شارك الخبر