في تطور مدوٍ يعيد الأمل لملايين اليمنيين، حققت الجمهورية اليمنية إنجازاً مهماً باختتام مشاركتها في اجتماعات المنظمة العربية للطيران المدني والإيكاو، لتضع قدمها على طريق استعادة مكانتها كمحور طيران استراتيجي بعد سنوات من التوقف. الآن أو أبداً.. اليمن تسابق الزمن لاستعادة مكانتها بين 193 دولة تشكل خريطة الطيران العالمي الجديدة.
شارك الوفد اليمني إلى جانب 22 دولة عربية في هذه الاجتماعات الحاسمة التي تهدف لتحديث اتفاقيات النقل الجوي ومواكبة المعايير الدولية الحديثة. "هذه الخطوة تمثل بداية عودة حقيقية للطيران اليمني لخريطة العالم"، يقول المهندس سعد الوائلي، الخبير الذي يقود الوفد اليمني بخبرة تمتد لعقدين. وفي الوقت نفسه، ينتظر أحمد الحميدي، رجل الأعمال اليمني الذي اضطر لاستخدام مطارات مجاورة لسنوات، عودة الرحلات المباشرة التي ستوفر عليه آلاف الدولارات وساعات السفر المرهقة.
تأتي هذه المشاركة بعد انخفاض مدمر بنسبة 85% في حركة الطيران اليمني منذ 2014، مما جعل الحاجة ملحة لإعادة تأهيل البنية التحتية والتشريعات. كما عادت ألمانيا واليابان لقيادة الطيران العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، تسعى اليمن اليوم لاستعادة موقعها الاستراتيجي الذي يشبه قناة السويس في النقل البحري - نقطة عبور حيوية لا يمكن تجاهلها. وتتوقع د. مريم السعيدي، خبيرة قانون الطيران الدولي، أن هذه الخطوة حيوية لعودة اليمن كمحور طيران إقليمي.
وبينما تبشر هذه التطورات بتسهيل السفر للمواطنين وانخفاض التكاليف، تفتح المجال أمام استثمارات ضخمة قد تخلق آلاف فرص العمل في قطاع الطيران. فاطمة النصاري، المضيفة السابقة، تنتظر بفارغ الصبر عودة الرحلات المنتظمة لتستأنف حلمها المهني الذي توقف منذ سنوات. وتشير التوقعات إلى أن عودة الطيران اليمني ستكون كانطلاق صاروخ - بطيئة في البداية لكن مدوية الأثر على الاقتصاد والسياحة.
اليمن تخطو اليوم خطوات جدية نحو تحديث قطاع طيرانها ومواكبة المعايير الدولية، مما يفتح الباب لعودة محتملة كمحور طيران مهم في المنطقة خلال السنوات القادمة. على الحكومة الإسراع في تنفيذ الاتفاقيات وعلى القطاع الخاص الاستعداد للاستثمار في هذه الفرصة الذهبية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح اليمن في تحويل هذه الخطوة إلى نهضة حقيقية في الطيران، أم ستبقى مجرد مشاركة بروتوكولية؟