535 ريال... رقم لم يتخيل اليمنيون يوماً أن يروه، لكنه أصبح واقعاً مؤلماً صباح الأحد، لكن الحقيقة المذهلة هي أنه في 11 عاماً فقط، فقد الريال اليمني 60% من قيمته، وراتب الموظف الذي كان يساوي 460 دولار أصبح 187 دولار فقط. وكل دقيقة تمر دون تحرك عاجل تعني مزيداً من المعاناة لـ30 مليون يمني يعيشون في دوامة انهيار تاريخي واقتصادي قد لا يوقفه شيء قريبًا. دعونا نستعرض التفاصيل.
استيقظ اليمنيون صباح الأحد 7 ديسمبر 2025 على كابوس اقتصادي جديد، حيث شهدت أسواق الصرافة ارتفاع سعر الدولار الأمريكي إلى 535 ريال لأول مرة في تاريخ اليمن. هذا الانهيار الاقتصادي المدمر يعني أن كل ما عرفه الشعب من استقرار سابق قد تمزق تماماً. ووفقاً للبيانات الرسمية، بلغت قيمة اليورو 646 ريال، مما يربط هذا الحدث بمشهد اقتصادي شبه مفلس. "هذا ليس مجرد رقم، هذا إعلان إفلاس لاقتصاد بأكمله"، صرح بذلك خبير اقتصادي وسط أصوات تجار يرفعون الأسعار كل ساعة ملمحين لموجة ذعر حقيقية.
وبالعودة إلى الوراء، نجد أن الرحلة المأساوية بدأت في العام 2014 عندما كان الدولار حينها يعادل 215 ريال. منذ ذلك الحين، أصبحت الحرب الأهلية والصراعات المستمرة تسرق كل أمل في الانتعاش، حيث أدى توقف إنتاج النفط وانهيار الاستثمار الأجنبي إلى ما يعادل نزيف اقتصادي غير مسبوق. لتصبح اليمن مثالاً حياً يتذكره الجميع كما حدث مع الليرة اللبنانية والتركية. ومع تزايد المخاوف، يتوقع الخبراء وصول الدولار لما يقرب من 700-800 ريال إذا لم تتخذ تدابير عاجلة لإنقاذ البلاد من شفا الهاوية.
من الملاحظ أن التأثير على الحياة اليومية لا يمكن تجاهله، حيث تقول إحدى الأمهات بحزن: "راتب زوجي لا يكفي لشراء الحليب والخبز أسبوع واحد." هذه الصرخة الإنسانية قد تصبح قانوناً في ظل توقعات بإفلاس آلاف المشاريع الصغيرة وزيادة البطالة. التحذيرات شديدة: المجاعة تلوح في الأفق والنصائح تتوالى لتحويل المدخرات للذهب أو العملات الأجنبية لإنقاذ ما تبقى من الأمل.
على الرغم من صعوبة الموقف، تظل بصيص من الأمل مع وجود نداءات متكررة لحلول دولية عاجلة. 535 ريال ليس مجرد رقم، بل صرخة ألم من شعب ينزف اقتصادياً منذ سنوات. إذا لم تتحرك الحكومة والمجتمع الدولي الآن، فإن المؤشرات تشير إلى مزيد من التدهور الاقتصادي. الوقت ينفد سريعاً، وكل يوم تأخير يعني معاناة أكبر للملايين. والسؤال الذي يتردد الآن ليس متى سيتوقف الانهيار، بل هل سيبقى هناك اقتصاد ننقذه؟