الرئيسية / محليات / عاجل: كارثة كهرباء عدن - 16 ساعة ظلام مقابل ساعتين إنارة فقط!
عاجل: كارثة كهرباء عدن - 16 ساعة ظلام مقابل ساعتين إنارة فقط!

عاجل: كارثة كهرباء عدن - 16 ساعة ظلام مقابل ساعتين إنارة فقط!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 13 نوفمبر 2025 الساعة 03:35 صباحاً

في تطور كارثي يهدد حياة أكثر من مليون ونصف مواطن، تغرق مدينة عدن في ظلام دامس يستمر لـ 87.5% من ساعات اليوم، حيث يحصل السكان على الكهرباء لساعتين فقط مقابل 16 ساعة انقطاع مرعبة. هذا المشهد المأساوي يمثل أكبر انهيار في تاريخ الكهرباء باليمن، بينما تحذر مصادر مطلعة من احتمالية الانقطاع الكامل للتيار خلال الساعات القادمة، مما ينذر بكارثة إنسانية حقيقية.

يكشف مصدر مسؤول في مؤسسة الكهرباء أن الإنتاج الحالي لا يتجاوز 65 ميجاوات فقط من محطة الرئيس الوحيدة العاملة، فيما تقف بقية المحطات عاجزة عن تلبية احتياجات مدينة تستهلك أكثر من 2000 ميجاوات يومياً. أم محمد، ربة منزل في حي كريتر، تصف معاناتها قائلة: "أحاول الحفاظ على طعام أطفالي بدون ثلاجة لـ16 ساعة يومياً، والحر يقتلنا ولا نجد مفراً منه". الشوارع تغرق في ظلام حالك، بينما تنير الشموع النوافذ المبعثرة في مشهد يذكر بأحلك عصور التاريخ.

تمتد جذور هذه الأزمة الخانقة إلى عقد من الحرب والدمار، حيث تحولت عدن من لؤلؤة الجنوب المضيئة إلى مدينة تتنفس الكهرباء كما يتنفس الغواص الهواء - لدقائق معدودة قبل أن يختنق مجدداً. يؤكد الدكتور عبدالله الحميري، خبير الطاقة، أن "إنتاج 65 ميجاوات يكفي بالكاد لإنارة حي واحد في أي مدينة خليجية حديثة"، مضيفاً أن الحل يتطلب استثماراً عاجلاً بقيمة 500 مليون دولار لإعادة تأهيل الشبكة المنهارة.

تخترق هذه الكارثة كل تفصيل في الحياة اليومية، حيث يضطر أحمد سالم، صاحب محل في الشارع الرئيسي، للبيع بضوء الشموع قائلاً: "زبائني يتسوقون بضوء الهاتف، والمولدات الصغيرة أصبحت أغلى من الذهب". المستشفيات تصارع للحفاظ على أجهزة الإنعاش، والمدارس تغلق أبوابها مبكراً، بينما يلجأ الناس للنوم على أسطح المنازل هرباً من حر لا يطاق. الخبراء يحذرون من احتمالية توقف محطة الرئيس الوحيدة، مما يعني ظلاماً كاملاً قد يستمر لأيام، ويفتح الباب أمام نزوح جماعي من المدينة العريقة.

بينما تصمد عدن بكبرياء رغم الجراح، يبقى السؤال المحوري: هل ستجد هذه المدينة التي أضاءت طريق التجارة عبر القرون حلولاً لظلامها المعاصر؟ الساعات القادمة ستحمل الإجابة، وسط دعوات عاجلة للمجتمع الدولي والحكومة للتدخل الفوري قبل أن يصبح الظلام قدراً محتوماً لا مفر منه.

شارك الخبر