في تطور مذهل يعيد تشكيل خريطة الاستثمار في اليمن، حقق الذهب مكاسب خيالية بنسبة 51.53% خلال السنة الماضية فقط، ليصل سعر الأونصة إلى رقم فلكي يتجاوز مليون ريال يمني - رقم كان مجرد حلم قبل سنوات قليلة. بينما تشهد العملات انهياراً تدريجياً، يواصل المعدن الأصفر كسر كل الأرقام القياسية، مما يطرح السؤال الحارق: هل تفوت على نفسك أعظم فرصة استثمارية في التاريخ اليمني؟
فاطمة الحداد، ربة بيت من صنعاء، تحكي قصة نجاحها الاستثمارية بعيون دامعة من الفرح: "حولت مصاغي القديم إلى استثمار ذهبي العام الماضي، واليوم أشاهد قيمته تنمو أمام عيني بنسبة تفوق 50%". هذا المشهد يتكرر يومياً في أسواق الذهب اليمنية، حيث تشهد محلات الصياغة طوابير من المستثمرين الجدد الذين اكتشفوا أن من استثمر 100 ألف ريال منذ خمس سنوات، يملك اليوم أكثر من 217 ألف ريال - نمو بنسبة 117.7% يفوق أي استثمار آخر في السوق اليمني.
خلف هذا النمو الاستثنائي قصة مؤلمة تحكيها الأرقام الصاعقة: انهيار العملة المحلية دفع اليمنيين للبحث عن ملاذ آمن لمدخراتهم، فكان الذهب هو النجاة الوحيدة في بحر من عدم الاستقرار الاقتصادي. د. محمد العولقي، خبير الاقتصاد النقدي، يؤكد: "الذهب أصبح العملة البديلة الفعلية في اليمن، تماماً كما حدث في فنزويلا وتركيا أثناء أزماتهما الاقتصادية". هذا التحول الجذري جعل أسعار الذهب تتضاعف ثلاث مرات خلال العقد الماضي، محطمة كل التوقعات والتنبؤات السابقة.
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين أصبح واضحاً في كل مكان: ربات البيوت يحولن مدخراتهن إلى ذهب، والشباب المقبلون على الزواج يفضلون دفع المهر ذهباً بدلاً من النقد. سالم باوزير، صائغ في السوق الشعبي، يصف المشهد: "أشاهد يومياً عائلات كاملة تأتي لتحويل مدخراتها النقدية إلى ذهب، الخوف في أعينهم واضح من تآكل قيمة أموالهم". الخبراء يتوقعون استمرار هذا الاتجاه، مع إمكانية وصول أسعار الذهب إلى 1.5 مليون ريال للأونصة خلال العام القادم، مما يفتح آفاقاً استثمارية جديدة لمن يدرك قيمة الفرصة.
في عالم تتساقط فيه العملات كأوراق الخريف، يقف الذهب شامخاً كالجبل الراسخ، محققاً مكاسب تاريخية تعيد تعريف معنى الاستثمار الآمن. النصيحة الذهبية من الخبراء واضحة: ابدأ الاستثمار التدريجي الآن، نوع محفظتك، ولا تنتظر حتى يصبح القطار بعيداً عن متناول يدك. السؤال الذي يحدد مصيرك المالي: في زمن ينهار فيه كل شيء... هل ستجعل الذهب شريك نجاتك أم شاهداً على ضياع أعظم فرصة في حياتك؟
