الرئيسية / محليات / إنذار أحمر: العاصفة 'شاكتي' تبعد 210 كم فقط عن اليمن... سقطرى في مرمى النيران!
إنذار أحمر: العاصفة 'شاكتي' تبعد 210 كم فقط عن اليمن... سقطرى في مرمى النيران!

إنذار أحمر: العاصفة 'شاكتي' تبعد 210 كم فقط عن اليمن... سقطرى في مرمى النيران!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 06 أكتوبر 2025 الساعة 07:55 مساءاً

في تطور مناخي مرعب يهدد آلاف الأرواح، تزحف العاصفة المدارية الشديدة "شاكتي" بقوة تدميرية هائلة نحو السواحل اليمنية، حيث تفصلها مسافة 210 كيلومترات فقط عن المياه الإقليمية - مسافة يمكن أن تقطعها في أقل من يوم واحد. رياح بقوة 45 عقدة تعادل 83 كم/س، قوة كافية لتحويل قطرة مطر إلى رصاصة قاتلة وتحويل حياة آلاف الصيادين إلى كابوس حقيقي. الساعات القادمة حاسمة - كل دقيقة تأخير قد تكلف أرواحاً بريئة في منطقة تعاني أصلاً من أوضاع إنسانية صعبة.

وحش مداري بحجم ثلاث دول عربية يتحرك بصمت مرعب نحو الغرب-الجنوب الغربي بسرعة 10 كم/س، مخلفاً وراءه دماراً محققاً. أحمد سالم، صياد من المهرة البالغ 42 عاماً، يحدق بقلق نحو البحر: "شاهدت السحب السوداء تقترب كوحش هائل، وقرارت العودة فوراً لأن قاربي الصغير هو مصدر رزق عائلتي المكونة من 6 أفراد". أرخبيل سقطرى يقف على بعد 700 كيلومتر من أطراف العاصفة، بينما محافظة المهرة على بعد 590 كيلومتراً فقط - مسافات تتقلص بسرعة مخيفة مع كل ساعة تمر.

التاريخ يعيد نفسه بوحشية أكبر، فالمنطقة التي شهدت دماراً هائلاً من إعصاري جونو ومكونو، تواجه اليوم تهديداً جديداً قد يفوق سابقيه قوة وتدميراً. المحيط الهندي يغلي حرفياً بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن التغير المناخي، مما يحول العواصف المدارية إلى وحوش أكثر شراسة وتدميراً. د. محمد الشامي، أستاذ علوم المناخ، يحذر: "نشهد تطوراً خطيراً في قوة العواصف المدارية، وما نراه اليوم قد يصبح المعتاد في السنوات القادمة".

في الوقت الذي تستعد فيه المجتمعات الساحلية لمواجهة الكارثة، تغلق المدارس أبوابها وتنقطع شبكات الكهرباء في استعداد لما هو قادم. خالد باحارثة، ربان سفينة محنك، يصف مشهداً مرعباً: "رأيت الأمواج تتصاعد كجبال متحركة، وسمعت عواء الرياح يقترب مثل قطار جهنمي". الآلاف من الصيادين محاصرون في منازلهم، بينما تواجه البنية التحتية الضعيفة أصلاً امتحاناً قاسياً قد لا تصمد أمامه. قطاع الصيد المدمر أصلاً من سنوات الحرب يواجه ضربة قد تكون قاضية، مما يهدد مصادر الرزق لآلاف العائلات التي تعتمد على البحر.

بينما تتأهب فرق الإنقاذ وتصدر التحذيرات الرسمية، تبقى الأسئلة المصيرية معلقة في الهواء المحمل بالرعب: هل ستصمد المجتمعات الساحلية أمام هذا الوحش المداري؟ وهل نحن مستعدون حقاً لمواجهة غضب الطبيعة الذي يزداد شراسة عاماً بعد عام؟ الطبيعة لا تنتظر، والوقت يجري بسرعة نحو موعد مع القدر.

اخر تحديث: 06 أكتوبر 2025 الساعة 10:55 مساءاً
شارك الخبر