في كل 10 دقائق يموت طفل في اليمن، لكن موت سعد كان مختلفاً... ففي عمران، قُتلت البراءة على يد وحوش بشرية في جريمة هزت الضمير الإنساني. الطفل الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره فارق الحياة متأثراً بجراحه الوحشية، ليصبح ضحية جديدة تُضاف إلى قائمة مأساوية تضم أكثر من 11,000 طفل قُتلوا أو أُصيبوا في اليمن منذ 2015. والسؤال المرعب: قبل أن يصبح طفلك التالي، متى سنتحرك؟
د. فاطمة الخولاني، طبيبة الأطفال التي حاولت إنقاذ سعد حتى اللحظة الأخيرة، تروي بصوت مختنق: "وصل إلينا كزهرة قُطفت قبل أن تتفتح، جسده الصغير الذي لا يتجاوز حجم دمية أطفال كان يحمل جراحاً تفوق قدرة الطب على الشفاء." أم خالد، جارة الطفل، لا تزال تسمع صداء صرخاته: "صراخه كان يخترق القلب، رأيت الدماء على الأرض وعرفت أن شيئاً فظيعاً حدث." الرعب الآن يسيطر على الأهالي والأطفال يختبئون في بيوتهم، بينما تخيم على المنطقة رائحة الخوف المختلطة بالغضب.
هذه الجريمة الوحشية تعكس حقيقة مرة: تزايد العنف ضد الأطفال في ظل انهيار الدولة وانتشار السلاح. د. محمد الحداد، خبير حقوق الطفل، يؤكد: "هذه ليست مجرد جريمة، بل إعدام للطفولة في بلد يفقد أطفاله كل يوم." الوضع يذكرنا بمذبحة الأطفال في مدارس اليمن عام 2018، لكن هذه المرة الجريمة حدثت في قلب المجتمع. خبير أمني محلي حذر قائلاً: "دون تدخل عاجل ستتكرار المأساة، والضحية القادمة قد تكون من عائلتك."
الأهالي في عمران يعيشون الآن في حالة ذعر، معظمهم يمنعون أطفالهم من الخروج من البيوت، بينما تتصاعد المطالبات الشعبية بحماية عاجلة للأطفال. النتيجة مرعبة: 85% من أطفال اليمن يحتاجون مساعدات إنسانية عاجلة، وسط صمت رسمي مريب يثير المخاوف من إفلات المجرمين من العقاب. الأمهات في المنطقة يسألن بخوف: "من سيحمي أطفالنا إذا لم تحمهم الدولة؟" التحدي الآن ليس فقط القبض على المعتدين، بل منع تكرار هذه المأساة في مجتمع ينزف طفولة.
طفل بريء قُتل بوحشية في عمران وسط صمت مريب يثير ألف سؤال حول مستقبل الطفولة في اليمن. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيكون هناك طفل آخر؟ احموا أطفالكم قبل فوات الأوان، فالوقت ينفد والمأساة قد تطرق باب أي بيت. متى ستنتهي مأساة الأطفال في اليمن؟