الرئيسية / مال وأعمال / تقرير يكشف مُفاجأة غير متوقعة حول ما تواجهة الأسر اليمنية !
تقرير يكشف مُفاجأة غير متوقعة حول ما تواجهة الأسر اليمنية !

تقرير يكشف مُفاجأة غير متوقعة حول ما تواجهة الأسر اليمنية !

نشر: verified icon مروان الظفاري 03 أكتوبر 2025 الساعة 05:35 صباحاً

في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية رعباً في التاريخ الحديث، كشف برنامج الأغذية العالمي عن حقيقة مذهلة ومؤلمة: 62% من الشعب اليمني - أي حوالي 20 مليون إنسان - يذهبون للنوم جوعاً كل ليلة، بينما يواجه 34% منهم حرماناً غذائياً شديداً يجبرهم على قضاء أيام كاملة دون طعام. هذه الأرقام المرعبة تعني أن طفلاً يمنياً يلفظ أنفاسه الأخيرة كل 10 دقائق بسبب الجوع، في مأساة تفوق مجاعة الصومال وحصار لينينجراد في قسوتها.

فاطمة الزهراني، أم لخمسة أطفال من تعز، تروي معاناتها بصوت متهدج: "اضطررت لبيع قرطي الذهبي الوحيد - ذكرى زواجي الوحيدة - لأشتري كيساً من الدقيق يكفي أسبوعاً واحداً فقط". هذا المشهد المؤلم يتكرر في ملايين البيوت اليمنية، حيث تحولت الأمهات إلى شاهدات عاجزات على تحول أطفالهن إلى هياكل عظمية تحت جلد رقيق. الدكتور محمد العنسي، طبيب متطوع في عدن يعمل 16 ساعة يومياً لإنقاذ الأطفال، يؤكد: "نشهد يومياً حالات وفاة كان بالإمكان تجنبها لو وصلت المساعدات في الوقت المناسب".

جذور هذه الكارثة تمتد لصراع بدأ في 2014 كنزاع سياسي، لكنه تحول إلى آلة جهنمية تلتهم شعباً بأكمله. استمرار القتال دمر المزارع والبنية التحتية الزراعية، بينما أدى انهيار العملة وتوقف رواتب الموظفين منذ سنوات إلى انهيار كامل للقدرة الشرائية. التقرير الأخير يُظهر تفاوتاً صارخاً: 18% من الأسر في مناطق سيطرة الحوثيين تواجه حرماناً شديداً مقابل 12% في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً. خبراء التغذية يحذرون من "جيل ضائع" بسبب سوء التغذية المزمن الذي سيترك آثاراً دائمة على ملايين الأطفال.

في الواقع اليومي المرير، يذهب الأطفال للمدارس - إن وُجدت - بمعدة خاوية تتقلص من الألم، بينما تضطر العائلات لتناول وجبة واحدة كل يومين إن توفرت. أحمد الحداد، مزارع من الحديدة، يروي بحسرة: "حقولنا تحولت لساحة معركة، وأطفالنا ينامون على أصوات القنابل والجوع معاً". الوضع ينذر بكارثة أكبر: تدهور صحي دائم لجيل كامل، وتفاقم الأوضاع الأمنية، وموجات نزوح جديدة نحو المدن المكتظة أصلاً. المجتمع الدولي منقسم بين التعاطف والمصالح، بينما تطلق المنظمات الإنسانية نداءات استغاثة عاجلة تتصاعد يومياً.

20 مليون يمني على حافة الموت جوعاً، وتحسن طفيف بنسبة 8% فقط لا يكاد يُذكر وسط هذه الكارثة التاريخية. إذا لم يتحرك العالم اليوم بجدية حقيقية، فسنشهد غداً فناء شعب بأكمله أمام أعيننا في القرن الواحد والعشرين. الوقت ينفد... كل ساعة تأخير تعني وفاة 6 أطفال أبرياء آخرين. السؤال الذي يجب أن يؤرق ضمير كل إنسان: كم طفلاً آخر سيموت جوعاً بينما نحن نقرأ هذه الكلمات؟

شارك الخبر