الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: كارثة الغاز تخنق عدن… التقطعات القبلية تجعل المواطنين في طوابير لا تنتهي!
عاجل: كارثة الغاز تخنق عدن… التقطعات القبلية تجعل المواطنين في طوابير لا تنتهي!

عاجل: كارثة الغاز تخنق عدن… التقطعات القبلية تجعل المواطنين في طوابير لا تنتهي!

نشر: verified icon مروان الظفاري 06 ديسمبر 2025 الساعة 03:55 مساءاً

في تطور صادم يهز أركان الحياة اليومية، أغلقت أكثر من 60% من محطات الغاز في عدن أبوابها خلال 48 ساعة فقط، تاركة المواطنين في طوابير خانقة تمتد لمئات الأمتار تحت الشمس الحارقة. الحقيقة المرعبة أن مواطناً يمنياً عادياً بات يقف 8 ساعات يومياً للحصول على أسطوانة غاز واحدة، في مشهد يذكر بطوابير الخبز في الحروب العالمية. الخبراء يحذرون: الأزمة تتفاقم كل يوم وقد تشل المدينة تماماً خلال أسابيع.

التقطعات القبلية في مأرب تستهدف شاحنات النقل بانتظام، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات بمعدل 15 يوماً شهرياً - أي نصف الشهر بدون غاز. سالم باعوض، سائق شاحنة نقل، يروي محنته: "تعرضت لـ 3 محاولات قطع طريق في رحلة واحدة من مأرب لعدن، والخوف يأكلني في كل رحلة." أم فاطمة، ربة منزل وأم لأربعة أطفال، تقف منذ الفجر في طابور امتد لـ 300 متر أمام المحطة الوحيدة المفتوحة، وهي تحتضن رضيعها تحت الشمس الحارقة.

الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل تراكم مشاكل البنية التحتية منذ بداية الصراع اليمني عام 2014. توقف إحدى وحدات الإنتاج الرئيسية أدى إلى انخفاش كبير في الإنتاج اليومي، بينما ضعف الأمن على طرق النقل ونقص الصيانة فاقما الوضع. د. محمد الحداد، خبير الطاقة اليمني، حذر منذ شهور: "لم نشهد أزمة بهذا الحجم منذ سنوات، والأسوأ أنها قابلة للانفجار في أي لحظة." المقارنة مع أزمة الوقود في لبنان 2021 تبدو متفائلة، فالأزمة الحالية أسوأ لأنها تطال أساسيات الطبخ والحياة.

العائلات اليمنية تعيد ترتيب حياتها بالكامل حول البحث عن الغاز، حيث ارتفعت أسعار السوق السوداء بنسبة 200% خلال أسبوع واحد. الطوابير أمام المحطة الواحدة تمتد لمسافة تعادل 3 ملاعب كرة قدم، وأصوات احتجاج المواطنين تختلط مع ضجيج الشاحنات المحملة ورائحة الغاز المتسرب من الأسطوانات القديمة. أحمد الكاف، صاحب محطة غاز، يمثل شعاع أمل وسط المعاناة: "أوزع أسطوانات مجانية على الأسر الفقيرة من مخزوني الشخصي، لأن هذه ليست تجارة بل ضرورة حياة." لكن التحذيرات تتزايد من لجوء العائلات للطبخ بالحطب أو بدائل خطيرة قد تؤدي لانفجارات.

الأزمة تكشف عن أزمة معقدة بأسباب متعددة وتأثير مدمر على الحياة اليومية، تحتاج لحلول جذرية وليس مؤقتة لضمان عدم تكرارها. على السلطات التدخل الفوري لتأمين طرق النقل وإصلاح وحدات الإنتاج، وعلى المجتمع التضامن والصبر في هذه المحنة. السؤال الذي يؤرق كل يمني الليلة: هل ستصبح عدن مدينة بلا طاقة، أم أن هناك أملاً في النجاة من هذه الأزمة الخانقة؟

شارك الخبر