الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: صدمة أسعار الصرف اليوم - الدولار يحلق لـ 2067 في عدن بينما ينهار لـ 542 في صنعاء!
عاجل: صدمة أسعار الصرف اليوم - الدولار يحلق لـ 2067 في عدن بينما ينهار لـ 542 في صنعاء!

عاجل: صدمة أسعار الصرف اليوم - الدولار يحلق لـ 2067 في عدن بينما ينهار لـ 542 في صنعاء!

نشر: verified icon مروان الظفاري 06 ديسمبر 2025 الساعة 04:55 مساءاً

في تطور صادم يهز الاقتصاد اليمني حتى جذوره، سجلت أسعار صرف الدولار اليوم فجوة تاريخية مرعبة تصل إلى 1523 ريال بين عدن وصنعاء، في مفارقة اقتصادية تعكس حجم الكارثة التي تعيشها البلاد. مواطن يمني يسافر من صنعاء إلى عدن بـ100 دولار في جيبه، وعند وصوله تصبح قيمتها 540 ألف ريال بدلاً من 2 مليون! كل دقيقة تمر دون تحرك عاجل تعني خسائر أكبر لملايين اليمنيين الذين يشهدون انهياراً حقيقياً في قدرتهم الشرائية.

وسط مشاهد مؤلمة من طوابير المواطنين أمام محلات الصرافة، وصل سعر بيع الدولار الأمريكي اليوم السبت إلى 2067 ريال في عدن مقابل 542 ريال فقط في صنعاء - فارق يصل إلى 283% في نفس البلد وفي نفس اليوم. أحمد المحمدي، موظف حكومي من صنعاء، يصف الصدمة: "راتبي 200 ألف ريال يساوي 371 دولار في مدينتي، لكن لو سافرت لعدن فإن نفس المبلغ لا يساوي سوى 97 دولار - كيف لنا أن نعيش في هذا الجنون؟" الأرقام تكشف عن كارثة حقيقية: كل دولار واحد "يخسر" 1523 ريال عند الانتقال من عدن إلى صنعاء.

الجذور العميقة لهذه الأزمة تمتد إلى عام 2014، حين أدى الانقسام السياسي إلى تشغيل بنكين مركزيين منفصلين في صنعاء وعدن، مما خلق سياسات نقدية متضاربة تماماً. د. فؤاد الأكوع، خبير اقتصادي، يحذر بقوة: "هذا التباين يهدد بتفكيك النسيج الاقتصادي للبلاد ويخلق اقتصادين منفصلين تماماً، والوضع أشبه بما حدث في لبنان خلال الحرب الأهلية". الحصار الاقتصادي المتبادل وتجميد الأصول فاقم من حدة الأزمة، مما جعل الريال السعودي يتداول بـ4 أضعاف قيمته بين المنطقتين.

على أرض الواقع، تحولت الحياة اليومية لملايين اليمنيين إلى كابوس حقيقي، حيث أصبح التسوق والسفر بين المحافظات مهمة شاقة ومكلفة بشكل مجنون. فاطمة من عدن تروي معاناتها: "أصبحنا نعيش في دولة مختلفة اقتصادياً عن إخواننا في صنعاء، حتى أولادي في الخارج لا يعرفون كم يرسلون لنا". الخبراء يتوقعون انقطاع سلاسل التوريد بين المناطق وارتفاع أسعار السلع بشكل متفاوت، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة معدلات الهجرة الداخلية.

في ظل هذا النزيف الاقتصادي المستمر، تتجه البلاد نحو مزيد من التعقيد والانقسام الاقتصادي دون تدخل عاجل ومدروس من المجتمع الدولي والقوى المحلية. الحاجة ماسة لـتوحيد السياسة النقدية فوراً قبل أن ينهار النظام النقدي بالكامل. إلى متى ستصمد اليمن أمام هذا النزيف الاقتصادي؟ وهل من عودة للوحدة النقدية قبل فوات الأوان؟

شارك الخبر