في تطور مأساوي جديد، فارقت 4 فتيات نازحات بعمر الزهور الحياة غرقاً أثناء محاولتهن الحصول على المياه الضرورية في نبأ حزين هز اليمن. فاجعة السويداء ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة معاناة النازحين، حيث يعيش 14.5 مليون يمني بلا مياه نظيفة - ومن ضمنهم فتيات يدفعن حياتهن ثمناً لمياه قد تكون ابنتهن القادمة إذا لم نتحرك بسرعة.
أربع فتيات من قبيلة الجدعان فقدن حياتهن أثناء محاولتهن جلب المياه من حاجز مائي خطير بالقرب من مخيم السويداء، غرب مدينة مأرب. الأرقام تتحدث عن آلاف النازحين في المخيم المكتظ، والذين يضطرون لعبور مسافات طويلة بحثاً عن المياه. "لقد فارقن الحياة فور سقوطهن رغم محاولات الإنقاذ التي بادر بها بعض المواطنين"، كما أفاد أحد الشهود. عاشت الأمهات في المخيم حالة رعب، مطالبات بحلول عاجلة لوقف تكرار هذه المآسي.
خلف هذا الحدث المؤلم يكمن تاريخ من المعاناة لأزمة النازحين في اليمن. منذ بداية الحرب الأهلية في 2014، تتواصل موجات النزوح، والبنى التحتية منهارة، مما يصعب وصول الخدمات الأساسية للسكان. وقد شهدنا سابقاً حوادث مشابهة تأكد على أن الحلول الطارئة يجب أن تجد طريقها إلى حيز التنفيذ، فالخبراء يحذرون من تكرار مثل هذه المآسي إذا لم يتم التدخل سريعاً.
الخوف اليومي للنازحين من إرسال بناتهم لجلب المياه يعكس التأثير العميق لهذا الحدث في حياتهم اليومية. الضغوط تزداد على المنظمات الدولية لإيجاد حلول دائمة، إذ يوجد هنا فرصة لزيادة الدعم الدولي وتوفير مصادر مياه آمنة تحمي النساء والأطفال. المجتمع المحلي يشعر بالصدمة والغضب تجاه الإهمال المستمر، ويرفع مطالبات عاجلة بالعدالة لهؤلاء الضحايا الأبرياء.
فقدنا اليوم 4 أرواح بريئة كانت تبحث عن أساسيات الحياة. السؤال الذي يبقى، هل سنشهد تكرار هذه المأساة؟ أم ستتحرك المجتمعات والدول للبحث عن حلول جذرية تنهيها؟ لا تقفوا موقف المتفرج، تبرعوا واطلبوا من حكوماتكم التدخل لتفادي تكرار مثل هذه الفواجع مستقبلاً. "كم فتاة أخرى سنفقد قبل أن نتحرك؟"
